بايوغرافي

من هو نجم الدين فرج الملقب “بالملا كريكار”؟

قليلا ما نسمع عن أخبار الأكراد ولا نعرف عنهم الكثير ولعل أشهرهم في صفات تاريخنا الإسلامي هو الناصر صلاح الدين الأيوبي الكردي الأصل الذي فتح الله على يديه المسجد الأقصى المبارك بعد احتلال دام لأكثر من تسعين عاماً.

يشترك الأكراد مع العرب في الدين والجغرافيا فغالبيتهم يدينون بالإسلام وموطنهم الأصلي كردستان التي تشاركنا الشرق الاوسط غير أن امتدادهم وصل حتى إيران شرقا وتركيا غرباً، كما أنهم يشاركوننا أيضا أحرفنا العربية التي تكتب بها بعض اللغات الكردية وتنطق بعدة ألسنة ولهجات مختلفة.

مولده وتعليمه:

أحد علماء أهل السنة المعاصرين من الأكراد الرجل الذي تواطأت النرويج وإيطاليا وبريطانيا وهولندا وأمريكا في الغرب وقبلهم ايران في الشرق لتغييبه ووأد مشروعه السني نجم الدين فرج المعروف باسم الملا كريكار وتعني كلمة الملا أي الشيخ أو رجل الدين وكريكار أي العامل ذو الهمة.

ولد في مدينة السليمانية في العراق في السابع من يوليو تموز عام 1956م لأبوين كرديين كان الرابع من اصل اثنا عشر من الاخوة والاخوات ما بين ذكور واناث .

درس الابتدائية في السليمانية وأنهى المتوسطة في اربيل سنة 1978م، واللافت هنا أنه وقبل تخرجه من المتوسط أسقط سوخوي روسية كانت تهاجم الأكراد في جبال كردستان وكانت تحمل الرقم 8117، في السادس من مارس سنة 1975م، وهو وقتئذ ابن ثمانية عشر ربيعاً وكان وقتها يقاتل في صفوف البشمركة الكردية الوطنية تحت قيادة مصطفى برزاني ورغم عمله العسكري وقتها مع الحركات القومية. إلا أنه تخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية سنة 1982م وكان الثاني على دفعته. ولكنه حرم من فرصة الدراسات العليا لرفضه الإنضمام لحزب البعث وقتها وطلب منه فورا الالتحاق بالخدمة العسكرية كانت العراقية الإيرانية آنذاك على أشده ولكنه لم يلتحق بها وعاد إلى السليمانية ليبدأ مشواره في دراسة العلم الشرعي بجميع فروعه في الخفاء وبعيدا عن أعين السلطات.

وفي سنة 1983م غادر العراق متوجها الى مخيمات اللاجئين العراقيين داخل الحدود الايرانية واصبح إماماً لأحد مساجد السنة بمدينة كرج الايرانية وبعدها بعام واحد اي سنة 1983م يتزوج من شريكة حياته وأم أبنائه ويغادر بها إلى باكستان ولكن يتم اعتقاله على الحدود الباكستانية لعدم حمله لأوراق ثبوتية وهنا تتدخل الجماعة الإسلامية في باكستان للإفراج عنه بعد ثلاثة أشهر ليصبح بعدها مباشرة مدرسا بجامعتي أبي بكر والتي تعد فرعا لجامعة المدينة المنورة وجامعة الدعوة الاسلامية فرع جامعة الازهر بكراتشي الباكستانية تأثر بكتابات سيد قطب ومؤلفاته عن الحاكمية وأسلوبه الفذ في ظلال القرآن وتنظيراته في معالم في الطريق.

حاصل على الماجستير في علم الحديث وأثناء تسجيله في الدكتوراه تضرب مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيماوية ويقتل بها ما يزيد عن 5000 إنسان والآلاف من الجرحى فترك الرجل كل شيء وأنشأ منظمة إغاثية بالتعاون مع جمعية حقوق الإنسان الباكستانية لمؤازرة المنكوبين في بلاده آنذاك ثم عاد إلى باكستان سنة 1988م، لينضم إلى الحركة الاسلامية هناك تحت راية الشيخ عثمان بن عبد العزيز ليصبح خلال عام واحد أحد قادتها ومجلس شوراها من العام 1989 إلى عام 2000، أثناء تلك الفترة كان قد سجل اسمه واسرته لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فقبلته مملكة النرويج فتوجه إليها حاملا أسرته سنة 1991م، ولكنه لم يستقر هناك حيث كان يتردد على كردستان من أجل قضيته بين الحين والآخر في تلك الأثناء نما العمل الإسلامي بكردستان وبعد الانتفاضة الكردية زادت نشاطاته الدعوية.

بداية رحلته الدعوية ومحنته رحمه الله:

في سنة 1995م أنشأ مع أخيه مسجد الإيمان بالعاصمة النرويجية أوسلو، كما أنشأ مدرسة صلاح الدين العسكرية ببلاده التي خرجت ما يزيد عن 3000 متدرب أصبحوا فيما بعد قواما للحركة الاسلامية الكردية وهي حركة كردية رسمية يعملون الآن بالعمل السياسي ولهم مقاعد بالبرلمان ولديهم مكاتبهم في قلب المدينة خلال تلك السنوات كان الملا كريكار قد مر عليه أكثر من 5000 كتاب في شتى صنوف المعرفة والفلسفة والاديان مرورا بلعم النفس والإدارة والسياسة والاقتصاد متوجين رأساً بالعلوم الشرعية الإسلامية ألف وترجم للكردية ما يزيد عن 85 كتاب وثلالثة كتب إلى العربية أشهرها الموسوعة الفقهية والتي تضم 14 مجلد حتى انه ترجم معالم في الطريق لسيد قطب إلى الكردية.

أنشأ سنة 2009 معهداً شرعياً على شبكة الانترنت تخرج منه عشرات الطلاب بعد أن درس كل واحد منهم 50 كتاب في شتى العلوم الشرعية، ثم انطلقوا لينشروا النور وسط صفوف الأكراد ومع أحداث سبتمبر الشهيرة سنة 2001م بالولايات المتحدة الامريكية والتي تم توظيفها فيما بعد لإلصاق تهمة الإرهاب بكل سهولة بأي مظهرا إسلامي والتخلص من أصحاب الفكر والمؤثرين كالدكتور ذاكر نايك المنفي في ماليزيا، والدكتور عمر عبد الرحمن الذي وافته المنية في سجون أمريكا.

فبعد أن أسس الملا كريكار حركة أنصار الإسلام في كردستان وفي نفس العام 2001م والتي كان قوامها ثلاثمائة إلى ألف مقاتل وأثناء انتقال الملا كريكار عائدا إلى النرويج استوقفته المخابرات الايرانية وبعد فترة احتجاز مريبة أرسلوه إلى مهر أباد في طهران ليصعد على متن رحلة غير مبررة إلى هولندا وهناك وبمجرد وصوله تم القبض عليه بتهمة غريبة وخارجة عن السياق تماماً فقد اتهموه بتهريب المخدرات إلى الأردن تلك الدولة العربية التي لم يزورها قط طيلة حياته.

أربعة أشهر من الاحتجاز في ظروف غير آدمية في بلد غربي ولأنه يحمل جواز سفر نرويجيا عبر قوائم متسلسلة تابعة للأمم المتحدة فقد تم إرساله في طائرة خاصة إلى النرويج لتبدأ مراحل جديدة من التربص والاصطياد فبعد فشل تهمة المخدرات الساذجة، لاحقته النرويج من عام 2022 وحتى عام 2018 بأكثر من أربعين تهمة ما بين الإرهاب والاتصال بأسامة بن لادن والقاعدة وارسال المال إلى المجاهدين وقتل النساء لعدم ارتدائهن للحجاب ثم القتل والتغرير بالمراهقين وارسالهم إلى عمليات انتحارية وغيرها من التهم الساذجة ثمانية عشر عاما من الاتهامات التي لا تستند الى أي دليل صاحبتها 700 ساعة من التحقيقات المضنية تخللتها شهور من الاعتقال في انتظار المحاكمة وبعد 64 محاكمة لم تجد فيهم المحكمة ما يدينه سوى قضية واحدة وهي التهديد اللفظي لمن يحرقون القرآن في النرويج فتم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين وعشرة أشهر ثم لجأوا إلى التهم الفضفاضة التي تمنعك من السؤال عن الدليل فسحبوا منه حق الإقامة في النرويج تحت دعوى تهديد الامن القومي النرويجي وهي تهمة لا أحراز فيها ولا شهود فقط عنوان عريض فضفاض لا يجرؤ أحد أن يسأل فيه عن أين وكيف ولماذا تنكيل وتضييق وحرمان من جميع الحقوق بما فيها الرعاية الصحية محاولات للنفي والاختطاف حتى أنه تعرض للاغتيال في بيته وسط العاصمة أوسلو في 25 يناير 2010 ولكن المحاولة فشلت، وأصيب فيها صهره وزوج ابنته بالرصاص حتى ان الجاني نفسه تم الافراج عنه فيما بعد رغم وجود الأدلة وتهريبه إلى كركوك.

أما عن جماعة أنصار الإسلام فقد شهد كولن وزير الخارجية الامريكي وقتها في كلمته الموثقة أمام مجلس الأمن ” أن حركة انصار الإسلام هي امتداد للقاعدة في العراق” حتى أن طليعة الضربات الجوية الامريكية وقتها كانت من نصيب الحركة، ثم عاد ليتبرأ مما قال في مذكراته بعد تقاعده قال ” أن شهادته ستظل نقطة سوداء في تاريخه” ولكن بعد فوات الأوان.

وفجأة وبدون سابق إنذار أو إشعار مسبق تصدر محكمة إيطالية حكما بالسجن 12 عاماً على الملا كريكار والسجن أيضا لصهره وستة أخرون من النرويج وبريطانيا وايطاليا نعم الجميع تساءل كما تساءلت انت وما علاقة ايطاليا بالأمر كله، كانت النرويج تقوم بتسجيل صوت الملا كريكار في كل الزيارات التي كان يتلقاها في فترة سجنه ثم تم اقتصاص بعض الأجزاء ومزجها وترجمتها بشكل خاطئ لا يقع فيه مترجم مبتدء وإرسالها إلى إيطاليا ذات السمة السيئة في حقوق الإنسان والدولة الوحيدة في أوروبا التي تصدر أحكاما غيابية. ولكنها تظل دولة اوروبية تستطيع فيها النرويج تسليم الملا كريكار إليها بشكل قانوني فكان الكلام عن البرلمان في ترجمتهم يعني حرق البرلمان والحديث عن السياسيين والدبلوماسيين يعني خطفهم وتعريض حياتهم للخطر تواطؤ غريب ورفض مريب لإعادة المحاكمة أو التثبت من صحة الترجمات وتدليس من قاموا بها بينما يستمر الملا كريكار ومن معه في بداية عامهمة الرابع في سجون إيطاليا شديدة الحراسة بعدما سلمتهم النرويج وبريطانيا ويظل أمهلهم في الله سبحانه وتعالى ثم المحكمة الاوروبية التي ستنظر في أمرهم خلال الفترة المقبلة فهل ستنصفهم وتطلب التسجيلات كاملة وتعيد الترجمة لدى طرف محايد أم ستتواطأ لتكمل المشروع الغربي وتغيب الملا كريكار ومن معه من الأبرياء في ظلمات مغلفة أسوارها بشعارات حقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *