بايوغرافي

الدكتور حسام أبو صفية… نموذج في الإنسانية والوطنية

يُعدّ الدكتور حسام أبو صفية مثالًا حيًّا للطبيب الإنساني والوطني الذي كرّس حياته لخدمة شعبه في أصعب الظروف. فقد جسّد من خلال عمله في قطاع غزة أسمى معاني التضحية والانتماء، مفضلًا البقاء إلى جانب أبناء وطنه رغم ما واجهه من مخاطر ومعاناة.

من هو حسام أبو صفية؟

حسام أبو صفية هو طبيب فلسطيني مختص في طب الأطفال وحديثي الولادة، وشغل منصب مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وهو من الأطباء البارزين في النظام الصحي داخل القطاع.

عمل الدكتور حسام في مستشفى كمال عدوان، وواصل أداء واجبه الإنساني في ظل الحصار والعدوان ونقص الإمكانيات الطبية. وعلى الرغم من توفر فرص كثيرة لمغادرة القطاع والعمل في أماكن أكثر أمانًا، إلا أنه اختار البقاء، إيمانًا منه بأن رسالة الطبيب لا تكتمل إلا بخدمة المحتاجين، خاصة في أوقات الشدة.

واجه أبو صفية ظروفًا قاسية، من نقص الأدوية والمعدات، إلى التهديد المستمر لحياته، لكنه لم يتراجع عن أداء رسالته. كان يقف إلى جانب المرضى، يخفف آلامهم، ويمنحهم الأمل، واضعًا حياة الإنسان فوق كل اعتبار. وقد أصبح رمزًا للصمود والعطاء في عيون أبناء شعبه.

مولده ونشأته وتعليمه:

21 نوفمبر/تشرين الثاني 1973م ولد في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزة لعائلة هجرت عام 1948 من بلدة حمامة الواقعةفي قضاء عسقلان.

درس الطب البشري في الخارج وتخصص في طب الأطفال وحديثي الولادة، وحصل على درجة الماجستير وشهادة البورد الفلسطيني

عمل في وزارة الصحة في غزة ثم أصبح رئيس قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان قبل أن يتولى إدارته في فبراير 2024، وكان أيضًا الطبيب الرئيسي لمنظمة MedGlobal في غزة.

وفي 25 أكتوبر 2024 اقتحمت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي مستشفى كمال عدوان واعتقلته مع مئات المصابين والطواقم الطبية. بعد إفراجها عنه تلقى خبر استشهاد ابنه إبراهيم.

وفي 24 نوفمبر 2024 استهدفته مسيرة إسرائيلية خلال خروجه من غرفة العمليات أصيب ب 6 شظايا اخترقت منطقة الفخذ سببت له تمزقا في الأوردة والشرايين.

في 27–28 ديسمبر 2024، اعتقلته القوات الإسرائيلية من داخل المستشفى بعد إجباره على إجلاء المرضى، واُعتُقل دون توجيه تهم رسمية وبقي محتجزًا تحت ما يسمى الاحتجاز الإداري أو قوانين المقاتلين غير النظاميين، وفق منظمات حقوقية لا يزال معتقلا في ظروف سيئة حتى الآن.

إن سيرة الدكتور حسام أبو صفية تعلّمنا أن الوطنية ليست شعارات تُرفع، بل أفعال تُترجم على أرض الواقع. كما تؤكد أن الإخلاص في العمل، والتضحية من أجل الآخرين، هما أسمى صور الإنسانية والانتماء للوطن.

وفي الختام، يبقى الدكتور حسام أبو صفية قدوة للأجيال، ودليلًا على أن الإنسان قادر على صنع الأمل حتى في أحلك الظروف، عندما يؤمن برسالته ويخلص لوطنه وشعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *