بايوغرافي

حذيفة سمير الكحلوت… أيقونة المقاومة الفلسطينية

أبو إبراهيم الملثم لم يكن من اهل الجهاد في سبيل الله والرباط فحسب، بل كان من أهل العلم والفضل، من أوتاد جباليا الراسخات، ولد عام 1984 في السعودية وعاش بها حتى نهاية المرحلة الابتدائية، ثم جاء إلى غزة ليلتحق بالركب المبارك، تخرج في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، قسم العقيدة، وقدم رسالة الماجستير فيها سنة 2013 بعنوان “الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام” وهي رسالة قيمة تمتد في نحو 650 صفحة، لم تتناول الجانب العقدي بالمقارنة فحسب، بل تناولت الاستراتيجيات الخطابية التي تسعى للسيطرة على الأرض المقدسة ونزعها…

1- النشأة والتعليم

حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، الملقب بـ ” أبو عبيدة “، وُلد في 11 شباط/فبراير 1984 في المملكة العربية السعودية، وعاش في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. تلقّى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».

نشط خلال دراسته الثانوية في الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لحركة حماس، في مدرسة أحمد الشقيري الثانوية شمالي قطاع غزة. وتخرج في الثانوية العامة بتفوق من الفرع العلمي عام 2002.

التحق بدايةً بدراسة الهندسة، ثم حوّل تخصصه إلى كلية أصول الدين. وحصل على درجة الماجستير من قسم العقيدة في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية في غزة عام 2013، وكانت رسالته بعنوان: “الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام”.

2- الانخراط في حركة حماس وكتائب القسام

التحق ” أبو عبيدة” مبكرًا بصفوف حركة حماس وكتائبها العسكرية مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. وبرز دوره داخل كتائب القسام، حيث تدرّج في المهام الميدانية ثم الإعلامية.

  • البدايات الإعلامية

ظهر ” أبو عبيدة” للمرة الأولى في مؤتمر صحفي من داخل مسجد «النور» شمالي قطاع غزة، خلال معركة «أيام الغضب» في تشرين الأول/أكتوبر 2004، التي أطلقتها فصائل المقاومة ردًا على اجتياح قوات الاحتلال لشمالي القطاع.

ومنذ ذلك الوقت، أصبح الواجهة الإعلامية لكتائب القسام، وارتبط اسمه بإعلاناتها المتعلقة بالعمليات العسكرية والتصدي للتوغلات الإسرائيلية.

  • الناطق العسكري ومسؤول الإعلام

شغل ” أبو عبيدة ” منصب مسؤول الإعلام العسكري في كتائب القسام، وكان مقرّبًا من القائد العام للكتائب، محمد الضيف. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، حمل رسميًا صفة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام، وظهر في برنامج «في ضيافة البندقية» الذي بثّته قناة الجزيرة.

وبصفته رئيس دائرة الإعلام العسكري، أشرف على عدة أقسام، من بينها:

  • التوثيق والتصوير
  • العمليات النفسية
  • إدارة المنصات الإعلامية
  • إصدار البيانات المرئية والمكتوبة

كما أجرى لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام والصحف والمواقع الإخبارية العربية والمحلية حول مستقبل الكتائب ودورها بعد الانسحاب الإسرائيلي.

3- حضوره خلال الحروب على غزة

  • معركة الفرقان (2008 – 2009)

برز « أبو عبيدة «لأول مرة كناطق عسكري باسم الحرب الدائرة، حيث تولّى إعلان البيانات الرسمية، والكشف عن خسائر الاحتلال، وإبراز ما اعتبرته الكتائب إنجازات ميدانية، إضافة إلى مخاطبة الجبهة الداخلية والجمهور العربي.

  • معركة العصف المأكول (2014)

شهدت هذه المعركة ذروة حضوره الإعلامي، وكان أبرز خطاباته في تموز/يوليو 2014، عندما أعلن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وفي العام نفسه، شنّ الاحتلال حملة إعلامية زعم خلالها كشف هويته وبياناته الشخصية، في ظل تنامي حضوره وتأثيره.

  • معركة طوفان الأقصى (2023 – 2025)

مع انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 واستمرارها لعامين، أصبح « أبو عبيدة «عنوانًا لصوت الميدان، وواجهة البيانات العسكرية المتعلقة بسير المعارك.

وفي عام 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه بصفته المتحدث باسم كتائب القسام، معتبرة نشاطه جزءًا مما وصفته بـ”دعم الإرهاب”.

4- الإعلام الرقمي والتواصل

في نيسان/أبريل 2020، دشّنت كتائب القسام قناة خاصة عبر تطبيق «تليغرام» حملت اسم: أبو عبيدة – الناطق العسكري باسم كتائب القسام» لنشر بياناته وتصريحاته المكتوبة والمرئية، وحظيت القناة بمتابعة واسعة.»

وخلال الحروب المتعاقبة على القطاع، حرص على توجيه رسائل مقتضبة حول المستجدات الميدانية، واعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وما يجري في الضفة الغربية، مع التلويح بردود من المقاومة.

5- الحضور الرمزي والتأثير

على مدى 21 عامًا، شكّل « أبو عبيدة «صوتًا بارزًا للمقاومة في قطاع غزة، وارتبط ظهوره بإعلان المواقف والتهديد بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية. وأصبح محورًا رئيسيًا في ما يُعرف بحرب الرواية بين كتائب القسام والاحتلال.

حظيت تصريحاته باهتمام واسع في قطاع غزة والعالمين العربي والإسلامي، وكذلك داخل إسرائيل، حيث بات اسمه متداولًا على نطاق واسع. وأصبحت إطلالته بالكوفية الحمراء والزي العسكري رمزًا متداولًا في الفعاليات والمسيرات الداعمة لغزة وفلسطين.

6- آخر ظهور واستشهاده

كان آخر ظهور مصوّر لـ” أبو عبيدة ” بتاريخ 18 تموز/يوليو 2025، أكد فيه أن الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض «معركة استنزاف طويلة» ضد إسرائيل.

” أبو عبيدة ” متزوج وله ولدان وبنتان. واستشهدت زوجته وثلاثة من أبنائه في عملية اغتيال، وهم: ليان (15 عامًا)، منة الله (11 عامًا)، ويمان (7 أعوام)، بينما بقي ابنه البكر إبراهيم.

وفي 30 آب/أغسطس 2025، استهدفت طائرات الاحتلال موقعه في حي الرمال غربي مدينة غزة. وأعلنت كتائب القسام في 29 كانون الأول/ديسمبر 2025 استشهاده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *