طه حسين (15 نوفمبر 28 – 1889 أكتوبر1973م) … عميد الأدب العربي

“يعتبر أشهر الكتاب والمفكرين المصريين خلال القرن العشرين، ويعد من أبرز رموز حركة النهضة والحداثة المصرية وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
مولده ونشأته
ولد عميد الأدب العربي طه حسين علي بن سلامة بقرية عزبة، إحدى قرى مركز مغاغة بالمنيا، إحدى محافظات صعيد مصر في 15 نوفمبر سنة 1889م. من أسرة فقيرة والده حسين علي موظفاً بسيطاً في شركة السكر، وهو (طه حسين) الابن السابع من بين ثلاثة عشر إخوة، فقد حاشَة البصر في حداثةِ سِنّه (سن الثالثة من عمره) نتيجة تلقيه علاج غير مناسب، مما سببت له الكثير من المعاناة طيلة حياته.
الحالة الأسرية
التقى وتزوج من (سوزان برسو) 1895-1989، أثناء دراسته في جامعة مونبولييه بفرنسا. كان يشار إليها بـ “الصوت العذب”، اكتسبت هذا الاسم بسبب قدرتها على القراءة له أثناء محاولته تحسين لغته الفرنسية. أصبحت (سوزان) زوجته، وأقرب أصدقائه ووالدة طفليه (أمينة) وشقيقها الأصغر (موينيس)، ومعلمته طوال حياته.
مساره التعليمي والأكاديمي
1- فترة التعليم داخل مصر
تعلم طه حسين في كتاب القرية، ثُمَّ أَرسِلَ إِلَى الْأَزْهَرِ بِالقاهرة عام 1902م، فَدَرَسَ به الدين والأدب العربي، ولكن لم ينل إجازته لأنه كان مَغْضُوبًا عليه. ثم التحق بالجامعة المصْرِيَّة أوّلَ إِنْشَائِهَا عام 1908م، فتلقى فيها دروسا في الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية القديمة، ودروس في الجغرافيا والتاريخ واللغات والفلك وكذلك دروس في الأدب والنقد، والفلسفة والاجتماع على أيدي أساتذة مصريين وأجانب. واندمج في مجتمع النشاط الثقافي والصحفي منذ يقظة النهضة المصريّة. وقد نال شهادة الدكتوراه في الآداب من الجامعة المصرية في 15 ماي 1914م، وكانت رسالة الدكتوراه حول الأديب أبي العلاء المعري، ولم تمر أطروحته من غير ضجة وجدل واسع على المستوى الثقافي.
2- فترة التعليم خارج مصر
التحق بعد ذلك بجامعة السُّرْبُون بِبَارِيس عام 1915م، فحصل على دكتوراه في علم الاجتماع عام 1919م عن (ابن خلدون)، ثم حصل في نفس العام على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية.
مساره المهني
عاد طه حسين إلى مصر عام 1919م، وعين أستاًذا للتاريخ اليوناني والروماني واستمر كذلك حتى عام 1952م، حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام إلى جامعة حكومية وعين طه حسين أستاًذا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب.
وما لبث أن أصدر كتابه «في الشعر الجاهلي» الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة. وقد اتهم طه حسين بنقل أفكار المستشرق الإنجليزي (مرجليوث) التي صدرت في كتاب قبيل إصداره لكتابه «في الشعر الجاهلي» بنفس الأفكار. وأسهم في الانتقال بمناهج البحث الأدبي والتاريخي نقلة كبيرة. ثمَّ نُحِي عنها بسبب جرأته في آرائه التي نشرها في كتابه “في الأدب الجاهلي” ثم عاد إليها. شغل أيضا عضوا بالمجمع اللغوي بالقاهرة، ومن اركان المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون.
في عام 1942م، أصبح مستشاراً لوزير المعارف، ثم مديًرا لجامعة الإسكندرية حتى تقاعد في 16 أكتوبر 1944م، واستمر كذلك حتى 13 يناير 1950م عندما عين لأول مرة وزيًار للمعارف؛ وكانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته عام 1973م إلى الإنتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضًوا بها من داخل وخارج مصر.
وظل طه حسين يثير عواصف التجديد حوله، في مؤلفاته المتتابعة ومقالاته المتلاحقة وابداعاته المتدافعة، طوال مسيرته التنويرية التي لم تفقد توهج جذوتها العقلانية قط، سواءاً حين أصبح عميًدا لكلية الآداب سنة 1930م، وحين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932م، وحين واجه هجوم أنصار الحكم الاستبدادي في البرلمان، الأمر الذي أدى إلى طرده من الجامعة التي لم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة (إسماعيل صدقي باشا). ولم يكف عن حلمه بمستقبل الثقافة أو انحيازه إلى المعذبين في الأرض في الأربعينات التي انتهت بتعيينه وزيراً للمعارف في الوازرة الوفدية سنة 1950م، فوجد الفرصة سانحةً لتطبيق شعاره الأثير “التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن”.
العضويات
- المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وكان مقرًرا للجنة الترجمة والتبادل الثقافي بالمجلس منذ إنشائه عام 1958م حتى وفاته.
- كان مديًرا للإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية من عام 1955.
- رئيس المجمع اللغوي بالقاهرة من عام 1963م حتى وفاته.
- كان عضًوا مراسلا في الأكاديمية التاريخية الملكية بمدريد والمجمع العلمي ببغداد.
- رئيس نادى القصة.
- رئيس نادى الخريجين المصري.
- رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
مؤلفاته
ألف ما يزيد على خمسين كتابا في القصة والأدب والتاريخ وفلسفة التربية وترجم كثيرا من مؤلفاته إلى اللغات الأجنبية منها:
المعذبون في الأرض «الأيام» «الوعد الحق» «هؤلاء هم الإخوان» «الفتنة الكبرى عثمان» «في الشعر الجاهلي» و«فلسفة ابن خلدون» و«من بعيد» و«ذكرى أبي العلاء» و«حَدِيث الأَرْبِعَاء» و «قادَة الفكر» و «على هامش السيرة» وغيرها ومقالات ومحاضرات لا تعد ولا تحصى.