بايوغرافي

رجب طيب أردوغان مشوار عقدين في سدة الحكم Recep Tayyip Erdoğan

يعد “أردوغان” من أبرز الشخصيات التي تتصدر اهتمامات المجتمع لما يتمتع به من شخصية كاريزمية جذابة، وصفات مميزة، فضلا عن كونه رئيس وزراء الجمهورية التركية. ويعد من الشخصيات السياسية البارزة التي حققت نجاحات وإسهامات فارقة في تاريخ الجمهورية التركية.

1. الصفات الشخصية لأردوغان:

رجب طيب أردوغان ولد يوم 26 فبراير عام 1954م بمدينة إسطنبول، لكن أصوله تعود إلى مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود أبوه “أحمد أردوغان” وأمه “تنزيلة” وتدرج في مراحله التعليمية بالابتدائية بمدرسة قاسم باشا وتخرج منها سنة 1965م، ثم دخل مدرسة (ثانوية الأئمة والخطباء) وفاز فيها بمنحة الإقامة المجانية ولم تمر فترة وجيزة حتى أصبح “أردوغان” واحداً من أبرز طلاب المدرسة. وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة إسطنبول للأئمة والخطباء سنة 1973م وفي سنة 1981م أتم دراسته الجامعية في كلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة وخلال هذه السنوات كان لاعب كرة قدم ماهراً في نادي قاسم باشا ولولا معارضة والده كان على وشك الانضمام إلى نادي فينرباهتشي التركي الشهير.

تزوج “بأمينة غولباران” في 4 يوليوز من 1978م ورزقا بأربعة أبناء هم “أحمد براق”، و”نجم الدين بلال”، و”إسراء”، و “سمية”. وكان لزوجته دور كبير في الاعتناء بالأسرة ورعاية أبنائها، ما جعل “أردوغان” يمضي في مشوار حياته السياسية التي تعج بالمشكلات والشواغل بخطى ثابتة.

2. أهم الأحداث والشخصيات التي تأثرت بها:

نشأ أردوغان وتربى في كنف حركة “الفكر الوطني” منذ ان كان في المدرسة الثانوية للأئمة والخطباء. وقد أهلته ملكته الخطابية، ومطالعته الثقافية، وشخصيته الجادة لأن يشارك في أنشطة الأحزاب السياسية التي أسستها حركة الفكر الوطني؛ بداية من حزب النظام الوطني وحزب السلامة الوطني في السبعينيات، ثم حزب الرفاه وانتهاء بحزب الفضيلة. ثم بعد ذلك قرر الانشقاق عن حركة الفكر الوطني، وتأسيس حزب سياسي جديد مستقل باسم “حزب العدالة والتنمية”.

بدأ مشواره السياسي في سبعينيات القرن الماضي مع حزب السلامة الوطني ثم انتقل إلى حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان بداية الثمانينيات وعبر بوابة هذا الحزب وصل إلى رئاسة بلدية إسطنبول سنة 1994م وخلال 4 سنوات فقط استطاع قلب وجه المدينة المثقلة بمشاكل مستعصية استمرت عقودا من الزمن فحل مشكلة شح مياه الشرب والقمامة المتناثرة وتلوث الهواء وأنشأ ما يزيد عن 50 جسراً ونفقاً وطريقاً سريعاً لتسهيل عملية التنقل بين أرجاء المدينة المترامية للأطراف وفي سنة 2001 شارك مع رفاقه بتأسيس حزب العدالة والتنمية واختير رئيساً للحزب وبعد عام فقط دخل الحزب الانتخابات النيابية واكتسحها فتأسست بذلك أول حكومة بزعامة العدالة والتنمية.

3. المسؤوليات التي تقلدها والمجزات التي حققها أردوغان:

أصبح رئيساً لجناح الشباب في حزب السلام الوطني عن محافظة إسطنبول وهو في الثانية والعشرون من عمره.

ومنذ وصول “أردوغان” إلى سدة الحكم سنة 2003 كرئيس للوزراء غير أردوغان وجه تركيا كلها كما غير إسطنبول ذات يوم فشهدت البلاد نهضة على كافة الصعد تطورت البنى التحتية وتحسنت جودة التعليم والصحة وزادت واردات السياحة وارتفعت قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية ونما القطاع الصناعي مدفوعاً بتطور الصناعات المحلية ما جعل الاقتصاد التركي ضمن قائمة أكبر 20 اقتصاداً في العالم.

كما أنجزت خلال العقد الأول من حكم أردوغان مصالحة تاريخية بين أنقرة والأحزاب الكردية المتمردة جنوب شرق البلاد لتطوى بذلك صفحة صراع عسكري دام نحو 3 عقود من الزمن.

وفي عهد أردوغان أيضاً سمح للفتيات والسيدات بارتداء الحجاب في الجامعات والمؤسسات العامة الأخرى وصولاً إلى الشرطة بعد أن كن مجبرين على خلعه قبل دخولهن إلى أي مؤسسة حكومية وفي العقد نفسه بدأت تركيا مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوربي.

لم يكن المنحى التصاعدي الذي شهدته البلاد خلال العقد الأول من حكم أردوغان سهلاً ففي خلفية المشهد هناك قيادة جيش احترفت طيلة عقود في تنفيذ الانقلابات العسكرية والتدخل في شؤون إدارة البلاد فشهد في العقد الأول عدة مخططات انقلابية وتدخلات عسكرية في الشؤون المدنية بحسب ما قالته الحكومة التركية ورغم تمكن البرلمان سنة 2013 من تمرير تعديلات على قانون الجيش حددت بموجبها طريقة عمل الجيش وعقيدته العسكرية مسندة إلى العسكر دور الدفاع عن البلاد ضد التهديدات والمخاطر القادمة من الخارج فقط إلا أن المحاولة الانقلابية التي وقعت سنة 2016 أثبتت ان قيادات في الجيش كانت مستمرة في التخطيط لعزل أردوغان وحزبه من السلطة فخرج أردوغان عبر هاتف إحدى الصحفيات ” يدعو الشعب للنزول إلى الميادين والمطارات لحماية الحكومة المدنية من الانقلاب، فنزل الشعب التركي بمعظمه إلى الشوارع لحماية ديموقراطيته ووئد الانقلاب في مهده وبدأت الحكومة التركية حملة اعتقالات وإقالات واسعة في صفوف الجيش لكن هذا الزلزال وما سبقه وتلاه من زلازل سياسية واجتماعية وحتى طبيعية ستكون سمة ملازمة لملامح العقد الثاني من عهد أردوغان فعادت المواجهات بين الجيش التركي والجماعات الكردية جنوب شرق البلاد واندلعت احتجاجات واسعة في حديقة غيزي بارك سقط فيها وفيات ومصابون وتراجعت قيمة الليرة التركية ودخلت البلاد في أزمات اقتصادية متلاحقة في ظل محيط إقليمي ملتهب وعلقت مفاوضات تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي.

ثم جاءت سنة 2017 عندما أقرت تعديلات دستورية باستفتاء شعبي، تعديلات منحت الرئيس صلاحيات واسعة ورغم تضمن الدستور لفقرة تشير إلى أن مدة ولاية رئيس الجمهورية هي 5 سنوات على ألا يشغل الشخص نفسه الرئاسة أكثر من ولايتين. إلا أن المعارضة التركية رأت في النظام الرئاسي سعيا من أردوغان للاستئثار بالحكم فتصاعدت بذلك حدة الاستقطاب السياسي في البلاد وفي سنة 2018 نجح أردوغان في الانتخابات الرئاسية بنحو 52% من إجمالي أصوات الناخبين وخلال السنوات الخمس بعد ذلك استأنف الرجل إنجاز مشاريع يراها أنصاره استثنائية فقام بافتتاح مطار إسطنبول الجديد كواحد من أكبر مطارات العالم ودخلت البلاد في عهده إلى نادي الدول الرائدة في مجال الصناعات العسكرية عبر تحفتها طائرة البيرقدار المسيرة كما انتجت تركيا مؤخراً أول سيارة كهربائية مصنوعة محلياً وبدأت باستخراج الغاز الطبيعي في أحد حقول البحر الأسود ودشنت أول محطة نووية لتوليد الطاقة وفي المقابل وقبيل الانتخابات العامة لسنة 2023 تعاني البلاد من ارتفاع التضخم وارتفاع نسبة البطالة وانخفاض في قيمة الليرة التركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *