1. مولده وتعليمه:

هو الهندي ابن المزارع الجنوب الأفريقي صبي البقال،الداعية الاسلامي الذي كرس حياته طولها وعرضها للدفاع عن الإسلام ودحض الشبهات المثارة بمنظاراته الشهيرة مع القساوسة حول العالم.

ولد الطفل أحمد ديدات عام 1918م في “تادكهار فار” بإقليم سراط بالهند لأبوين مسلمين في ظروف معيشية صعبة كان والده يعمل في الزراعة في الهند وأمه تعاونه ثم انتقل معهما إلى جنوب أفريقيا بسبب الفقر المدقع وعاش في ديربان حياة لا تختلف كثيرا عما سبق لغير الأب نشاطه ويعمل خياطاً.

كانت جنوب أفريقيا وقتها تعيش أسوء أوقاتها مع محنة الفصل العنصري وكغيره من أبناء البلاد كان يكتوي “ديدات” كل يوم عشرات المرات بنيران العنصرية في هذه البيئة أخذ الطفل يسلك أولى خطوات حياته فالتحق بالمركز الإسلامي في ديربان للدراسة أراد تعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية.

في عام 1934م أكمل السادسة الابتدائية ثم قرر أن يعمل لمساعدة والده ومشاركته في تحمل نفقات العيش فعمل في دكان يبيع الملح لم يكن يدري أن ذلك الحانوت الصغير سيكون بمثابة جامعة كبرى ففيه تولدت لدى الفتى الصغير كل معاني التحدي والاصرار على التعلم والتبحر في العلم الشرعي لمواجهة كل المنظرين باسم الكنيسة.

2. بداية رحلته الدعوية رحمه الله:

كان سبب التحول في حياة ديدات هو زيارة بعثة تنصيرية إلى دكان الملح الذي كان يعمل به وعجزه عن الرد عن أسئلة القساوسة حول الإسلام في هذه الأثناء وقع في يده كتاب “إظهار الحق” وهو للعالم “رحمة الله الكرنوي الهندي” يرد فيه على شبهات القساوسة وأذرع التبشير .

كانت أولى خطوات ديدات نحو الدعوة الإسلامية شراء نسخ مختلفة من الإنجيل وقراءتها ثم المقارنة بين ما جاء فيها فاكتشف تناقضات غريبة وأخذ يسأل نفسه: أي الإنجيل أصح؟؟؟؟

لم يكتف بالقراءة  لكنه قرر دراسة الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية وبسبب قدراته  الكبيرة على الحفظ والفهم السريع وحسن الخطابة وجد في نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ومواجهة المبشرين في سعيه الحثيث للدفاع عن الإسلام زار العديد من دول العالم وعقد مناظرات مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال: جيمي سواجارت التي كانت مناظرة كبرى حازت على متابعة الملايين حول العالم حيث فند ديدات كل المزاعم التي ساقها سواجارت عن القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم .

قال ديديات في إحدى مناظراته أن رسالة يوحنى الأول – الإصحاح الخامي – العدد السابع حيث يقول : لأن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الأب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ولكني أقول له: هذا الاقتباس ليس في كتابي المقدس، وأشار  إلى القرآن الكريم وقال هذا أليس بكلمة الله. في كتابي المقدس “القرآن الكريم” هذا الاقتباس غير موجود، وتساء أيضا لماذا لا يوجد هذا الاقتباس هنا إذن؟!!! لأن عدد من علماء المسيحية أقروا أن هذا الاقتباس ما هو إلا تلفيق ودخيل عن النص مثل ما قلت أنا سابقاً لذا قام هؤلاء العلماء بحذف هذا الاقتباس دون تفكير.

3. منجزاته في الدعوة الإسلامية:

أنشأ ديدات العديد من الوقفيات في ديربان بجنوب أفريقيا من بينها المركز العالمي للدعوة الإسلامية والذي يقوم بالتدريب على الدعوة الإسلامية على طريقة “ديدات”، ومن أشهر من تأثر بأسلوب ديدات، الشيخ ذاكر نايك الذي سيسلك مساراً جديداً في الدعوة الإسلامية.

استمر نشاط ديدات الدعوي حتى أنه لم يكتفي بالمناظرات فقط ومواجهة القساوسة حول العالم بل إنه عمد إلى تدشين مشروع فكري يحفظ به أفكاره وطرقه في مناظرة المشككين في الإسلام

إحدى الحوارات التي فند فيها ديدات الشبهات:

يقول ديدات: أنت مبشر مسيحي بالنصوص اللاتينية القديمة لذلك من المفترض أن تعرف اللاتينية القديمة جيدا … لأنها أساس ديانتكلديك مخطوطات دينية جميعها باللغة اللاتينية القديمة مثل أناجيل متى ومرقص ولوقا ويوحنا والسبعة وعشرين سفراً في العهد الجديدقابلين للقراءة فقط باللغة اللاتينية القديمة لذلك أود أن أسألك … ما معنى كلمة “الله” في اللاتينية القديمة، هل تستطيع مساعدتي سيدي؟؟؟ 

قال القس: إلوهيم!!!

قال ديدات: لا يا سيدي … هذه الكلمة ليست لاتينية قديمة ولكنها كلمة عبرية.

 فبهت الذي كفر.

4. مؤلفاته:

• كتاب “ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟
• كتاب “هل الكتاب المقدس كلام الله؟”
• تلى ذلك نشر ما يزيد على عشرين كتاباً وزع ملايين النسخ منها مجاناًكما ألقى العديد من المحاضرات حيث أسلم على يديه آلاف البشر .

5. جوائزه:

• حصل الشيخ ديدات على العديد من الجوائز في دول العالم الإسلامي منها:
• جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلامية عام 1986م وأعطي درجة “أستاذ”

وفاته رحمه الله:

لكن بعد مسيرة طويلة في الدعوة إلى الإسلام ومن العلم والعطاء أصيب الشيخ ديدات بمرض نادر يسميه الأطباء الحجز الداخلي أقعده مشلولاً منذ عام 1995م طريح الفراش حتى رحل عن عالمنا عام 2005م رحمه الله تاركا وراءه ميراثاً كبيراً من العمل الدعوي الإسلامي والدفاع عن الدين الحق أثر وما زال يؤثر في الملايين من البشر.