من هو نجم الدين أربكان … أب الإسلام السياسي في تركيا؟؟
“نجم الدين أربكان هو المهندس والسياسي تولى رئاسة الوزراء بين 1996 و1997 عبقري السياسة التركية وأشهر من تحدى قواعد العلمانية المتشددة”
1. نشأته وحياته:
ولد نجم الدين أربكان في يوم 29 أكتوبر سنة 1926م لأسرة تولي العلم اهتمامً كبراً بولاية سينوب بشمال تركيا المطلة على ساحل البحر الأسود والده محمد صبري أربكان سليل إحدى الأسر السلجوقية (السلاجقة دولة كبيرة مؤسسها طغرل بك سنة 1037م، وابن أخوه ألب أرسلان صاحب معركة ملادكرد الشهيرة) حكمت منطقتي “كوزان وسيمبلي” في أضنة وأمه “كامير” ابنة إحدى أعرق الأسر في ولاية “سينوب” كانت أسرة متدينة، قبل ولادته بسنتين كان الإلغاء الرسمي لدولة الخلافة العثمانية سنة 1924م.
انتقلت أسرته إلى حي فاتح الشهير بإسطنبول ونجم الدين ركز في دراسته وانتقل من الابتدائي إلى الاعدادي بتفوق ليدخل بعد ذلك إلى ثانوية إسطنبول للبنين أشهر مدرسة للمتفوقين بإسطنبول وبعد ذلك تخرج منها سنة 1943م، ودخل إلى جامعة إسطنبول التقنية قسم الهندسة الميكانيكية واستطاع أن يتفوق على جميع الطلاب وإلى يومنا هذا لم يحقق أحدا من الطلاب الدرجة التي حصل عليها نجم الدين أربكان وانتبهت له الجامعة بعد تخرجه سنة 1948م وبعد ذلك بثلاث سنوات أرسلوه في بعثة طلابية إلى جامعة آخن الألمانية سنة 1951م.
وفي سنة 1956م حصل على شهادة الدكتوراه في هندسة المحركات بعد أن بحث في أطروحته آلية حرق أقل للوقود المستهلك وعمل أربكان في ألمانيا رئيساُ لمهندسي الأبحاث في مصانع محركات “دويتز” الشهيرة وتوصل إلى ابتكارات جديدة ساهمت في تطوير صناعات محركات الدبابات التي تعمل بكل أنواع الوقود وهو ما مكنه من معاينة قوة بلد خرج مدمر من المواجهة الكونية الثانية واستطاع أن يحقق نهضة صناعية كبرى متسائلاً ما الذي يمنع بلده أن يحقق نهضة اقتصادية وصناعية مثل ألمانيا.
2. حياته السياسية:
وكان وصول عدنان مندريس إلى رئاسة الوزراء في تركيا سنة 1950 ذات التوجه الإسلامي، سببا في رجوع نجم الدين أربكان الرجوع إلى بلده تركيا سنة 1953م، واستطاع أربكان أن يقنع أزيد من 200 رجال الأعمال وأسسوا شركة ” GUMUS MOTORS غوميش موتور” أول شركة محلية تركية لصناعة المحركات والتي لا زالت إلى يومنا هذا أكبر الشركات في هذه الصناعة والتي تنتج سنويا أكثر من 30.000 محرك.
بعد نجاح تجربة الشركة في التصنيع والتصدير أعلن نجم الدين أبكان عن الخطة الموالية وهي صناعة أول سيارة تركية بالكامل وبدأت الترتيبات إلا أن الحلم توقف بحدوث أول انقلاب عسكري على رئيس الوزراء عدنان مندرس سنة 1960م وحكم عليه بالإعدام.
لم يكن طموح أربكان له حدود وفكر في إنشاء مصانع لصناعة الطائرات والدبابات، ودخل إلى اتحاد الغرف الصناعية كعضو في البداية وبعدها أصبح رئيس الاتحاد سنة 1966م وبدأ مشروعه الحقيقي يظهر وهويتها الإسلامية.
دخل إلى الانتخابات وترشح في قونيا كمرشح برلماني مستقل سنة 1969م واكتسح المنطقة ودخل الى البرلمان، وأسس بعد ذلك حزب النظام الوطني وفقا للقانون سنة 1971م وفي كلمته التأسيسية للحزب قال نجم الدين أربكان “إن أمتنا هي أمة الإيمان والإسلام حاول الماسونيون والشيوعيون بأعمالهم المتواصلة ان يخربوا الامة ويفسدون فليس أمامنا إلا العمل معاً يداُ واحدة، أما رمز الحزب فهو أصبح الشهادة”.
إلا أن انقلاب عسكري جديد وقع في مارس 1971م وحكمت محكمة أمن الدولة بحل حزب أربكان ومصادرة أمواله وممتلكاته بتهمة محاولة إقامة حكومة إسلامية في تركيا ومنعه من تأسيس أي حزب جديد، إلا أنه كان ذكيا وجاء بأنصاره وأسسوا حزبا جديداً ليس باسمه سماه حزب السلامة الوطني وكان ذلك بعد سنة واحدة من حل الحزب الأول سنة 1975م، ودخل الحزب إلى الانتخابات ليكتسحها وأصبح نجم الدين أربكان نائب لرئيس الوزراء.
عمل خلال هذه الفترة على إدخال مادة الاخلاق في المناهج التعليمية وإعادة فتح مدارس الأئمة والخطباء والسماح لهم في دخول الجامعات وإنشاء وزارة للصناعة وإصدار قانون التحفيز الصناعي.
ويعود انقلاب عسكري ثالث في سبتمبر سنة 1980م على السلطة المدنية فحل حزب السلامة الوطني وسجنه وحرمه من مزاولة السياسة أو تأسيس حزب جديد لمدة أربع سنوات وبعد ذلك اتفق مع صديقه أحمد تكدال وأسس حزب جديد تحت اسم “حزب الرفاه” الذي انضم إليه أردغان في شبابه قبل أن يصبح تلميذ أربكان النجيب.
وفي سنة 1984م أكمل أربكان مدة المنع من ممارسة السياسة ويصبح رئيس حزب الرفاه رسميا وبعد 7 سنوات قدم تلميذه النجيب في انتخابات البلدية في أصعب بلدية إسطنبول الكبرى ويكسبها سنة 1994م وبعد هذا النجاح يكلل بعد سنة واحدة سنة 1995م وصل نجم الدين أربكان إلى أعلى منصب وهو رئيس الوزراء التركي، وعاد الجيش سنة 1997م بانقلاب رابع على أربكان وحل حزبه الرفاه ويسجنوا أردوغان وبعد 40 سنة من النضال حان الوقت ليسلم الراية إلى تلميذه النجيب رجب طيب أردوغان الذي أسس “حزب العدالة والتنمية”
بعد مسيرة حافلة من الإنجازات والنضال أسلمت الروح إلى بارئها في 27 فبراير 2011 عن عمر ناهز 84 عام بعد الثورة العلمية والصناعية والحريات التي أسسها والهوية الإسلامية التي فكر الناس بها.
3. أبرز محطات حياته:
- طور العلاقات مع العالم العربي
- سعى إلى الانفتاح على العالم الإسلامي
- قدم مشروعا للبرلمان لمقاطعة الكيان الصهيوني
- أظهر مواقف مؤيد للفلسطينيين