موضوع حول الجغرافية الطبيعية
1. تعريفها الجغرافية الطبيعية:
تسمى الجغرافية الطبيعية أيضا بالفيزيوجغرافيا، وهو العلم الذي يدرس الظواهر الطبيعية على سطح الأرض من حيث الموارد أو العناصر الطبيعية التي تتمثل في توزيع اليابس والماء والتضاريس وأشكال السطح والغلاف الجوي والغلاف الحيوي مما لم يتدخل فيه الإنسان، أي الغلاف الجوي، الصخري، والمائي ثم الإحيائي.
ویری الباحث الجغرافي مور Moor مؤلف “القاموس الجغرافي” أن الجغرافيا الطبيعية هي ذلك الفرع من الجغرافيا الذي يدرس الظاهرات الطبيعية للأرض فيشمل القشرة الأرضية والماء والهواء، ويمكن اعتباره دراسة للبيئة الطبيعية للإنسان”.
ويهدف علم الجغرافيا الطبيعية أساسا إلى فهم شكل الأرض وتغيراتها المناخية وخصائص غطائها النباتي والحيواني ودراس المورد الطبيعية.
2. خصائص الجغرافية الطبيعية:
- علماً من العلوم التي تُساعد في دراسة التغيرات الجغرافية؛
- تساعد في وضع المقارنات بين الدّراسات الجغرافية السابقة والحالية لمعرفة التطورات التي ظهرت على سطح الأرض.
3. العلوم المتفرعة عن الجغرافية الطبيعية:
تتضمن مجموعة من العلوم الجغرافية تقوم بدراسة عناصر البيئة الطبيعية، والتي تمثل المجال الطبيعي الذي يعيش فيه الإنسان وليس له دخل في نشأته. ومن بين هذه العلوم الأشكال التضاريسية لسطح الأرض (الجيومورفلوجيا)، جغرافية المناخ وجغرافية الموارد المائية، والتربة وقد نضيف إليها الجغرافية الحيوية التي تختص بدراسة التوزيع الجغرافي للكائنات الحية، والجيوية على سطح الأرض. ولا تهتم بالأنشطة البشرية إلا من جانب تأثيرها على التوازنات البيئية.
1.3. الفرع الأول: الجيومورفلوجيا
جيومورفلوجيا: كلمة لاتينية تتألف من تلاث مقاطع :geo ومعناها الأرض، morpho ومعناها الشكل، log معناها علم. أي هو علم أشكال الأرض، فهو العلم الجغرافي الطبيعي الذي يهتم بدراسة التضاريس الأرضية التي توجد على سطح الأرض، كالجبال والسهول، والهضاب، والبحار، والمحيطات …. والعوامل التي أدت إلى تشكلها.
يحرص هذا الفرع من علم الجغرافيا الطبيعية على متابعة التطورات التي ظهرت على التضاريس الأرضية بالاعتماد على تحليل التغيرات التي حدثت عليها مع مرور الوقت.
يهتم أيضاً بدراسة المعالم الجغرافية الثابتة، مثل: المحيطات، والبحار لمعرفة نسبة المياه، والكائنات الحية التي تعيش فيها.
علاوة على هذا يرتبط علم الجيومورفلوجيا بالأرض وهو الغلاف الصخري المكون للأرض ويتكون من صخور وتربة ويحيط به الهواء ويتكون من البنية الداخلية والتي تتميز بالوشاح واللب.
وتتكون الكرة الأرضية من أربعة طبقات وهي:
2.3. الفرع الثاني: الجغرافية المناخية
الجغرافية المناخية: فرع من جغرافية الطبيعية والتي تهتم بدراسة المناخ كعنصر من عناصر البيئة والناتجة عن عوامل طبيعية والبشرية المؤثرة، كذلك العلاقة الجدلية بين كل من هذه الظواهر على سطح الأرض.
فالمناخ يعطي صورة عامة وشاملة عن حالة الجو لمنطقة مناخية عبر فترات زمنية طويلة على مدى ثلاثين سنة إلى قرن من الزمن، ولا يتغير المناخ إلا في حقب زمنية طويلة، فمثلا يوصف المناخ المتوسطي بأنه حار وجاف صيفا ومعتدل ممطر شتاء ويصف المناخ الاستوائي بأنه حار ممطر طوال السنة. بينما الطقس هو حالة الجو من عناصر المناخ المختلفة لمنطقة محددة لفترة زمنية قصيرة تقدر ببضعة أيام.
- في ميدان المناخ والطقس تدرس الجغرافية المناخية الغلاف الجوي المحيط بالأرض وتربط بين الشمس والمحيطات واليابسة لمعرفة وتفسير الظروف التي تحدث فيها التيارات والضغوطات الجوية، كما تهتم بمعطيات الطقس التي يتم تجميعها بواسطة تقنيات الميتيورولوجيا الجوية والأرضية المتنوعة والتي ترصد الضغوط الجوية والرياح والرطوبة والتساقطات والحرارة والتشميس.
- هذه المعطيات تستعملها الجغرافية المناخية قصد وضع الخرائط المناخية والتنبؤ بحالات الطقس الشديدة لتفادي المخاطر.
- يحدد الأخصائيون نوع المناخ السائد في أي منطقة من سطح الأرض عن طريق دراسة عناصر المناخ وتشكل التساقطات والحرارة العنصران الأكثر فعالية، نظرا لتداخلهما وترابطهما وتأثيرهما الكبير على كل عناصر المناخ، ويجب أن نميز العناصر التي يتألف منها المناخ (الحرارة والرطوبة والتساقطات والضغط الجوي والرياح…) وبين العوامل التي تؤثر فيه (الموقع بالنسبة لخطوط العرض ودرجة الارتفاع عن سطح البحر …). فالعناصر تتغير تغيرا دائما حسب العوامل التي تؤثر في المناخ، أما هذه الأخيرة فهي ثابتة لا تتغير.
3.3. الفرع الثالث: البيوجغرافية
الجغرافية الإحيائية أو العضوية المعروفة بالبيوجغرافية biogéographie تدرس الأوساط الإحيائية وتوزيعها في المجال تجمع بين التربة والمناخ والبيئة والتطور في الزمن لدراسة تجمعات الكائنات الحية على سطح الأرض منها التشكيلات النباتية التي تميز المشاهد، عرف هذا التخصص تطورا أكثر باستعمال المعلوميات والبيولوجيا لفهم التنوع البيولوجي.
تهدف البيوجغرافية إلى تحديد ووصف وتفسير المشاهد الطبيعية الحالية والسابقة، وذلك عن طريق:
- تحديد نوعية العلاقات التي تربط النباتات بالعناصر المكونة للتركيبة البيوجغرافية من ماء وتربة وهواء وضوء…؛
- وصف التجمعات النباتية حسب الشكل المرفولوجي وحسب التصنيف النوعي لها؛
- تحديد مفهوم المجتمع النباتي والتشكيلة النباتية من زاوية علة الاجتماع النباتي؛
- دراسة التجمعات النباتية وتمركزها المجالي الزمني فوق سطح الأرض؛
- دراسة الغلاف الحيوي، والبحث عن سبل تطوير استخدام الموارد الحيوية وتنميتها دون الإخلال بتوازن النظام البيئي؛
- العناية بدراسة الغلاف الحيوي والمحافظة عليه، وصيانة بعضه فيما يعرف بالحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية.
4.3. الفرع الرابع: الهيدرولوجية
الهيدرولوجية أو الجغرافية المائية تهتم بالتساقطات والتبخر وتوزيع الماء ودورات الماء والفرشات المائية والعيون وسلوك المجاري المائية والأحواض النهرية، أي العلاقات بين الجو وسطح الأرض وتتشكل من نوعين هما:
- هيدرولوجية السطح تدرس السيلان ومجاري المياه والفيضانات والتعرية وهيدرولوجية تحت السطح وتدرس النفاذية والتيارات المائية في الأفاق غير المشبعة،
- الهيدرولوجيا الباطنية تدرس الفرشات المائية الباطنية، ومنها أيضا الهيدرولوجيا الحضرية وتدرس المياه المرتبطة بالأنشطة البشرية بإيراد المياه الصالحة للشرب وتجميع وتصريف المياه المستعلمة.
أنواع المياه:
المياه السطحية: تعتبر الأمطار هي المصدر الأساسي لها تمتل 2% فقط من المياه المتوفرة للاستعمال الإنساني إلا أنها الأكثر تعرضا للثلوت
المياه الجوفية: هي المصدر الأوسع للمياه العذبة والغير متجمد على كوكبنا يقدر بحوالي 21 من مخزون المياه.
يقسم هذا العلم إلى قسمين:
- الهيدرولوجية العلمية: الدراسة التي تتعامل تعاملا رئيسا مع المواضيع النظرية (التركيبة، الحالة،
الترشيح، النتح).
- الهيدرولوجية الهندسية (التطبيقية) تتعامل مع المواضيع الهندسية:
– تقدير الموارد المائية، وتوفير المياه الصالحة للشرب؛
– دراسة العمليات مثل السقيط السيلان التبخر الكلي وتداخلاتها؛
– دراسة المخاطر المتعلقة بالمياه مثل الفيضانات والسيول والجفاف وإستراتيجية درئها؛
– تصميم شبكات الصرف الصحي، وتقييم أثار التغيرات الطبيعية والبشرية على الموارد المائية.
من اهتمامات علم الهيدرولوجيا:
- القيام بأهم البيانات وتسجيلها ونشرها
- تحليل البيانات واستنباط النظريات الأساسية وتطويرها
- تطبيق النظريات المستنبطة والبيانات على عدة محاور عملية
ا5.3. لفرع الخامس: جغرافية التربة
تشكل التربة القشرة الخارجية التي يغطي الغلاف الصخري للأرض وأحد المكونات الطبيعية الهامة بالنسبة للإنسان والبيئة، ومجالا يعكس التفاعل بين الإنسان والمجال الطبيعي من الأشكال المختلفة لاستغلال التربة، وما يترتب على هذا الاستغلال من توازن أو اختلال، يعكس مدى حرص الإنسان على المحافظة على البيئة ومكوناتها.
التربة وسط معقد تتشكل من مكونات ناتجة عن تفتت الصخرة الأم تحت تأثير عوامل جوية وبيولوجية… عبر مرحلتين:
- المرحلة المعدنية: نتيجة مباشرة لتفكك ميكانيكي وتحلل كميائي للصخور الأساس، أو المواد المنقولة الغرينية…
- المرحلة العضوية: فنتيجة تراكم النباتات والحيوانات التي تعيش فوق السطح وفي داخل التربة.