تعريف الوطن العربي:
هو تلك المساحة من الارض الممتدة بين المحيط الاطلسي غربا والخليج العربي شرقا ويتكلم معظم سكانها اللغة العربية وتربطهم روابط عديدة. ويشكل القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا والقسم الشمالي والشمالي الشرقي من قارة افريقيا.
المساحة:
تقدر مساحة الوطن العربي بحوالي 14 مليون كيلو متر مربع، وهي مساحة كبيرة جداً تفوق مساحة كل من قارتي أوروبا وأستراليا. ومن الجدير بالملاحظة أن الدول ذات المساحات الكبيرة تستطيع أن تعتمد على نفسها في سد أغلب احتياجاتها. وذلك بسبب توفر فرص أكبر لتنوع الانتاج الاقتصادي من خلال إنتاج أنواع متعددة من الغلات الزراعية وتربية قطعان كبيرة من أنواع الماشية، كما تتوفر أيضا فرص أكبر لاكتشاف أنواع كثيرة من المعادن.
الشكل:
يطل الوطن العربي من الشرق والجنوب الشرقي على الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب وخليج عدن، كما يطل عليه من الشمال البحر المتوسط، ومن الغرب المحيط الاطلسي، بينما يمثل البحر الاحمر بحيرة عربية، بسبب امتداد أراضي الوطن العربي في كل من ساحليه الاسيوي والافريقي ولشكل الوطن العربي هذا مميزات هي:
- أن معظم حدوده طبيعية؛
- يتمتع بوجود الكثير من الموانئ لتجارته الخارجية ولصيد الأسماك؛
- يتمتع بسهولة الاتصال بالعالم الخارجي الذي يقع وراء البحار المحيطة به.
مميزات البحار العربية:
تتميز البحار المحيطة بالوطن العربي بأمرين هامين:
- أنها مفتوحة دائما للملاحة في جميع أوقات السنة لعدم تجمد مياهها؛
- وجود مضايق وممرات بين بعضها وبعضها الأخر تتقارب عندها الأراضي التي تقع على جانبيها فتسهل الاتصال بينها، ويمكن من خلالها التحكم في سير السفن الحربية والتجارية المارة منها.
والممرات في البحار العربية خمسة:
- مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان، ويمكن التحكم فيه من راس مسندم.
- مضيق باب المندب بين خليج عدن والبحر الاحمر، ويمكن التحكم فيه من اليمن وجيبوتي، ومن جزيرة (بريم) التي تقع في وسطه.
- مضيق تيران بين البحر الاحمر وخليج العقبة، ويمكن التحكم فيه من الارض العربية على جانبيه في مصر والسعودية، ومن الجزر العربية عند مدخل خليج العقبة كجزر تيران.
- قناة السويس بين خليج السويس والبحر المتوسط، ويمكن التحكم فيها من الاراضي العربية على جانبيها في مصر.
- مضيق جبل طارق بين البحر المتوسط والمحيط الاطلسي، ويمكن التحكم فيه من راس سبتة في المغرب.
حدوده:
الحدود عبارة عن خطوط وهمية وضعت من طرف فرنسا وبريطانيا فيما يعرف باتفاقية سايسك بيكو، تحيط بأراضي كل دولة وتفصلها عن أراضي الدول المجاورة لها. وأفضل انواع الحدود هي الحدود الطبيعية وتشمل:
- المحيطات والبحار والبحيرات الكبيرة.
- الصحاري الجرداء الواسعة.
- السلاسل الجبلية.
وتعد الانهار ومناطق الاهوار والغابات من الحدود الطبيعية، ولكنها تكون ضعيفة وذلك لان من الانهار ما هو ضيق وما يجف في بعض الفصول. أو يتغير مجراه، ولأن الاهوار معرضة للجفاف، كما أن الغابات يمكن قطعها أو حرقها.
أما أضعف الحدود فهي التي تمتد عبر الاراضي السهلية. واذا تذكرنا المعلومات العامة التي عرفناها في الفقرات السابقة عن حدود الوطن العربي وشكله يمكننا القول بأن معظم حدوده هي حدود طبيعية. وتتمثل الحدود الطبيعية للوطن العربي بما يأتي:
- المحيطات والبحار والخلجان المحيطة به.
- نطاق المرتفعات التي تمتد عليها الحدود بين السودان وبين تشاد وأفريقيا الوسطى وزائير.
- سلاسل الجبال التي تمتد بين العراق وايران. وسلاسل جبال بلاد الشام باتجاه لبنان من جهة، وتركيا من جهة اخرى.
- الصحراء الكبرى التي تفصل الدول العربية في أفريقيا عن بقية الدول الافريقية التي تقع جنوبها.
موقع الوطن العربي وأهميته:
يقع الوطن العربي في قلب العالم القديم الذي يتكون من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا فيتصل بقارة آسيا اتصالا مباشرا، لأنه يكون جزءا منها، إذ توجد طرق برية ووديان نهرية تربط بينه وبين داخل كل من تركيا وايران وما وراءهما نحو القفقاس وأفغانستان ووسط آسيا وشمالها، كما توجد طرق بحرية في الخليج العربي وخليج عمان وفي بحر العرب تربط ُ بينه وبين شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، كما يتصل بقارة أفريقيا اتصالا مباشرا، لأنه يكون جزءا منها، وتوجد أيضا طرق برية ووديان نهرية تربط بينه وبين داخلها، كما توجد طرق بحرية في خليج عدن، وفي غربي المحيط الهندي تربط بينه وبين شرق افريقيا. أما قارة أوروبا فأنه لا يتصل بها اتصالا مباشرا، ومع ذلك توجد عدة طرق برية وبحرية تربط بينه وبين جميع أقسامها.
موقعه كطريق رئيس للتجارة العالمية:
يشغل الوطن العربي موقعا يكون حلقة الاتصال بين عالمين، يختلف أحدهما عن الاخر اختلافا ً كبيرا في منتجاته من الغلات الزراعية، ومن السلع المصنوعة، أحدهما عالم المناطق الاستوائية والمدارية، في آسيا وأفريقيا والاخر عالم المناطق المعتدلة والباردة في قارة أوروبا. فقد كانت تجارة الشرق ينقلها العرب عبر سفنهم وقوافلهم إلى الموانئ العربية في حين كانت تجارة أوروبا تنقل برا إلى بعض الموانئ الايطالية خاصة مينائي جنوة والبندقية، لتنقل بعدها إلى الموانئ نفسها حيث يجري التبادل التجاري العالمي إلا أن الاستكشافات الجغرافية التي قام بها الاسبان والبرتغاليون واكتشافهم لطريق الرجاء الصالح (جنوب افريقيا) ادت إلى وصول الاوربيين إلى الهند وسيطرتهم على الطرق البحرية المارة به.
لقد أدى ضعف النشاط التجاري لشعوب آسيا وأفريقيا إلى جعل بلدانهم محط أطماع الدول خاصة بعد قيام الثورة الصناعية وحاجتها للمواد الاولية (الخام) والأسواق لتصريف منتجاتها وعليه اتجهت الدول الأوربية إلى أراضي الوطن العربي في آسيا باعتبارها أقصر الطرق بينها وبين مستعمراتها في آسيا وشرق أفريقيا حيث فكر الالمان بربط بلادهم بالخليج العربي بخط سكة حديد، وقد مد هذا الخط فعلا قبل الحرب العالمية الأولى من البصرة عبر أراضي العراق وسوريا.
كما فكر الفرنسيون بربط البحر الاحمر بالبحر المتوسط بقناة ملاحية تحفر بينهما وقد تم فعلا حفر قناة السويس التي تم افتتاحها للملاحة عام 1869م، وبهذا استكمل الوطن العربي أهميته التجارية حيث تحولت فيه معظم التجارة بين الشرق والغرب.
