بايوغرافي

موضوع حول: المناخ والنباتات الطبيعية بالوطن العربي

إن الصفة المميزة لمناخ الوطن العربي غلبة الجفاف لمعظم أيام السنة وعلى مساحات واسعة من الأرض. ويتأثر مناخ الوطن العربي بعدة عوامل أهمها:

1- موقع الوطن العربي بالنسبة لدوائر العرض:

    يمتد الوطن العربي من دائرة عرض °2.5 جنوبا إلى دائرة عرض 37.5° أي أنه يقع في منطقة انتقالية ما بين الاقاليم المدارية المطيرة في الجنوب والاقاليم المعتدلة في الشمال مما يؤدي إلى تنوع المناخ الذي يوفر فرصا   اكبر لتنوع النبات الطبيعي والإنتاج الزراعي.

    2- موقع الوطن العربي من البحار والمحيطات:

    يمثل الوطن العربي كتلة واسعة من اليابس تتصل بكتل قارية واسعة كاليابس الافريقي في الجنوب   واليابس الأوربي- الآسيوي من الشمال والشرق مما يؤدي إلى غلبة الصفة القارية على مناخه بسبب ابتعاد أجزائه الداخلية عن تأثير البحار.

    ومن المعروف أن البحار المتداخلة في يابس الوطن العربي مثل البحر الأحمر هي مسطحات مائية ضيقة يكاد تأثيرها لا يعدو السواحل، ويعد البحر المتوسط المصدر الاول للمؤثرات المناخية ثم المحيط الأطلسي وعلى نطاق أضعف المحيط الهندي والخليج العربي.

    3- التضاريس:

    كان لامتداد السلاسل الجبلية بموازاة السواحل في أغلب جهات الوطن العربي أثر كبير في عزل الجهات الداخلية عن تأثير البحار إلا ما يصل إليها من بعض الفتحات الجبلية، مما جعل الجهات الساحلية وسفوح الجبال المواجهة للرياح أغزر مطرا وأكثر اعتدالا. وللإحاطة بأحوال المناخ سنشرح ظروفه في فصلي الشتاء والصيف.

    فصل الشتاء

    إن تعامد أشعة الشمس إلى الجنوب من دائرة خط الاستواء في هذا الفصل يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في أجزاء واسعة من الوطن العربي قد تصل إلى ما دون الصفر المئوي وخاصة في الليل مما يؤدي إلى حدوث الصقيع وتساقط الثلوج في الأجزاء الشمالية   الجبلية.  أما السواحل فتعتدل فيها الحرارة وتتمتع   بالدفء بسبب تأثير البحار.

    ونظرا لانخفاض درجات الحرارة على اليابس الافريقي والأوراسي فإن الضغط الجوي يرتفع عليها بينما يتركز الضغط الجوي المنخفض على البحار فيشكل البحر المتوسط والخليج العربي منطقة للضغط المنخفض فتصبح ممرا لعبور الأعاصير الجوية التي تتحرك مع اتجاه الرياح العكسية الغربية فتؤدي إلى سقوط أمطار غزيرة على سفوح جبال الاطلس ومرتفعات بلاد الشام ويصل تأثيرها إلى جبال العراق ومرتفعات الحجاز وعسير وتكون مقاديرها بكميات أقل.

    وهكذا يكون فصل الشتاء ممطرا في الأقسام الشمالية من الوطن العربي كما تسود فيه فترات طويلة من الصحو والدفء إلا في بعض الأيام حيث تنخفض درجات الحرارة وتسود موجة من البرد لتعرضه لرياح باردة قادمة من أواسط آسيا وشرق أوربا يصل تأثيرها إلى الأجزاء الشمالية من السودان وأواسط الجزيرة العربية وخاصة عندما تتركز بعض المنخفضات الجوية الواسعة على الأجزاء الشمالية من الوطن العربي.

    فصل الصيف

    في هذا الفصل تتعامد أشعة الشمس على الأجزاء الوسطى من الوطن العربي فترتفع درجات الحرارة وخاصة في المناطق الداخلية التي تتميز بفقر الغطاء النباتي وانتشار الرمال. أما المناطق الجبلية وسواحل البحر المتوسط فتكون فيها درجات الحرارة معتدلة مما يجعلها من مراكز الاصطياف المهمة

    وتهب في هذا الفصل رياح ٌ موسمية ٌ رطبة من المحيط الأطلسي والمحيط الهندي مسببة سقوط الأمطار على جنوب موريتانيا، وجنوب السودان، والصومال، واليمن.

    ويمتاز الوطن العربي كذلك بطول فصل النمو في أكثر الأجزاء مما يتيح قيام زراعة كثيفة كما أن تنوع المناخ ساعد على تنوع المحاصيل الزراعية وتكاملها. بعد أن تعرفنا على الصفات المناخية للوطن العربي والمتمثلة بقلة التساقط في الشتاء وطول أشهر الصيف وهبوب الرياح المحلية المحملة بالغبار ولفترات متكررة من السنة أدى لأن تكون صفة الجفاف هي الصفة السائدة على معظم أجزائه.

    الأقاليم المناخية والنباتية

    كثيرا ما يبني علماء المناخ تقسيماتهم المناخية على النبات الطبيعي لأنه نتاج تفاعل الظروف المناخية مع التربة لذا سوف نتطرق الى الاقاليم المناخية ونوع النبات الطبيعي الذي يغلب نموه في تلك المناطق.

    1- إقليم البحر المتوسط

      ويتمثل في السهول الساحلية المطلة على هذا البحر وعلى المحيط الاطلسي وعلى سفوح المرتفعات التي تشرف على هذه السهول وفي جبال شمال العراق ويتميز مناخه بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة صيفا ً وسقوط المطر واعتدال درجات الحرارة شتاء.

      ويتمثل النبات الطبيعي في هذا الاقليم بالغابات الدائمة الخضرة وبعض الشجيرات القصيرة والاعشاب واهم اشجاره الغار والسرو والصنوبر البحري والسنديان الفليني.

      وقد استطاع الانسان نقل بعض الاشجار مثل الحمضيات والكروم الى هذا الاقليم لزراعتها فيه ً نظرا لملائمة الظروف المناخية المناسبة لتلك النباتات كما تنمو غابات الأرز والشربين في المناطق المرتفعة حيث تزداد كمية المطر السنوي على (500ملم) وقد تعرضت أشجار هذه الغابات للقطع غير المنظم مما دفع الانسان الى الحفاظ عليها واعادة تشجيرها.

      2- الإقليم شبه الجاف (السهوب)

      وهو إقليم انتقالي ما بين مناخ البحر المتوسط شمالا والمناخ الصحراوي جنوبا. ويتمثل في الهضبة المراكشية وهضبة الشطوط ومنطقة الجزيرة المتموجة في العراق.

      ويختلف هذا الاقليم عن سابقه بكونه أشد حرارة وجفافا في الصيف وأشد برودة وأقل مطرا في الشتاء.

      ويتمثل النبات الطبيعي بالأعشاب التي تنمو شتاءا وبعض النباتات المعمرة التي استطاعت مقاومة الجفاف وأخرى تنمو حول مجاري الانهار مثل السوس والحلفاء.

      3- الإقليم الصحراوي:

      وهو أوسع الاقاليم المناخية إذ يمتد من المحيط الاطلسي إلى الخليج العربي بين دائرتي عرض (18° – 30°) شمالا ويتصف بارتفاع درجات الحرارة والجفاف صيفا، وانخفاض درجات حرارة الشتاء حتى تصل إلى درجة التجمد أو دونه في بعض الليالي، وأمطاره قليلة لاتزيد على 150ملم.

      ولقد تكيف النبات ليلائم ظروف البيئة القاسية وذلك باختزانه المياه أوراقه مثل الصبير أو تحول أوراقه إلى اشواك صغيرة مثل الشوك والعاقول، وقد تنعدم الحياة النباتية نهائيا ولا تنمو الاشجار إلا في الواحات حيث يقترب الماء الباطني من السطح.

      4- الإقليم المداري:

      يقع الى الجنوب من الاقليم الصحراوي ويمتد حتى المنطقة الاستوائية في جنوب السودان وجنوب الصومال، ومعظم ُ نباتاته من نوع الحشائش الطويلة(السافانا) التي تظهر معها الشجيرات الشوكية مثل السنط وشجرة الصمغ وحشائشه متنوعة ً تبعا لكمية الامطار الساقطة.

      5- الإقليم الاستوائي:

      يمتد الى الجنوب من الاقليم المداري ويقتصر على مساحات محددة من جنوب السودان. إضافة إلى ما تقدم ذكره من انواع النبات الطبيعي توجد نباتات ضفاف الانهار والاهوار مثل الغاب الهندي والقصب في مجرى النيل جنوب السودان والقصب والبردي في اهوار العراق والحلفاء في تونس.

      اترك تعليقاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *