الصناعة التقليدية بمدينة فاس المغربية

التقليدية المتنوعة مشكلة بذلك أحد المظاهر الحضارية والفنية التي تستهوي السياح الأجانب ومن خلال المنتوج الصناعي المتنوع ذو الجودة العالية التي تجسد مهارة الحرفي المغربي، حيث تنتظم مدينة فاس القديمة على شكل أحياء حرفية متخصصة كالنجارين والشرابليين ودار الدباغ، كل هاته الأحياء وغيرها تلعب دورا مهما في عرض المنتوج التقليدي الذي يحضى باهتمام وإقبال من طرف السياح خاصة إذا توفرت شروط الجودة، وتعد الزرابي أهم منتوج يثير إعجاب السائح، إضافة إلى الجلد والنقرة ومنتجات أخرى.

هذا الارتباط بين السياحة والصناعة التقليدية جعل الوزارة الوصية تعمل على تفعيل الشراكة بين القطاعين من خلال برنامج عمل تحت عنوان “تقاطع السياحة والصناعة التقليدية” والذي يندرج ضمن مخطط رفع مبيعات الصناعة التقليدية للسياح.

إن قطاع الصناعة التقليدية قطاع مهم في مدينة فاس إلا أن مصيره مرتبط بقطاع السياحة وبأهمية الوفود السياحية على المدينة الأمر الذي جعل الجهات المسؤولة وطنيا وجهويا توليه اهتماما فعليا نظرا لدوره الفعال في الإستنثار بإعجاب السياح لما تنتجه من تحف وتذكارات تعتبر من المقتنيات الرئيسية لأي سائح قام بزيارة المدينة، ويأتي هذا الاهتمام المتزايد للقطاع على شكل الحملات الدعائية الإشهارية. فالتميز والتنوع الكبير في الصناعة التقليدية بمدينة فاس جعل من المدينة محج مجموعة من الوافدين ذوي الخبرات والكفاءات الصناعية المتنوعة والتي حاولت تطوير المنتوج لمواجهة الصناعة العصرية وحتى الوصول إلى تصدير هذه المنتجات إلى الخارج، وقد كان حجم الصادرات بفاس يمثل 33 مليون درهم سنة 1996 لينخفض إلى حدود 22 مليون درهم سنة 2003 ثم ارتفع إلى حدود 30 م د سنة 2005 ثم ارتفع مجددا خلال سنة 2008 إلى حدود 34 مليون درهم ليصل متوسط الصادرات خلال عشر سنوات الأخيرة إلى حوالي 30 مليون درهم.

تمثل صناعة الجلد والنسيج والمعادن والصناعة التقليدية الخدماتية 87 من عدد الوحدات، و%85 من عدد الصناع والتي تدخل في قطاع الصناعة التقليدية الفنية والخدماتية التي استطاعت الصمود والتأقلم مع المتغيرات الدولية، ويقدر عائد الصناعة التقليدية للمدينة من العملة الصعبة ب 30 مليون درهم سنويا ومع إضافة مقتنيات السياح يقدر ب 50 ألف درهم وتشغل هذه القطاعات التقليدية بشكل مباشر أو غير مباشر أزيد من 25 من ساكنة المدينة و75% من سكان المدينة العتيقة. وتعتبر قطاعات النسيج والجلد والمعادن من القطاعات الأكثر هيمنة على مستوى توزيع أنشطة الصناعة التقليدية بالمدينة ثم تأتي من بعدها القطاعات الأخرى ويبين الجدول التالي أهمية القطاعات وترتيبها حسب الأهمية: