تاريخ

تاريخ تطور المدينة المنورة

فهرس الموضوع:

  • مرحلة المدينة المنورة قبل الإسلام (يثرب).
  • مرحة المدينة المنورة زمن الرسول ص3.
  • العصر الأموي.
  • العصر العباسي.
  • العصر المملوكي.
  • العصر العثماني القديم تم فيه بناء ألا حواش وأبنية حصون وقلاع عثمانية بعهد السلطان سليم أنشأت القلعة ثم جددت في عهد السلطان عبد المجيد وبعد حملة علي باشا أعيد بناءها حتى عهد السلطان سليم.
  • بداية العهد السعودي.

1. مرحلة المدينة المنورة قبل الإسلام (يثرب)

المدينة المنورة إحدى المدن المغرقة في القدم، أسستها جماعة مهاجرة من الجيل السادس أو الثامن بعد الطوفان، وسمتها باسم زعيمها يثرب. خضعت لنفوذ المماليك التي نشأت قبل الميلاد مثل المعنيين والسبئيين والكلدانيين، وكانت محطة للقوافل العابرة بين بلاد الشام واليمن، وكان نشاط سكانها الرئيسي في الزراعة والرعي بسبب خصوبة أرضها وكثرة الأودية التي تمتلئ بالمياه موسمياً. وقد ظهرت آثار هذا النشاط في أنماطها المعمارية فكانت بيوتها تجتمع داخل المزارع وبينها، وتشكل مجموعات تتقارب وتتباعد في دائرة قطرها خمس كيلومترات تقريباً، وكانت بعض أبنيتها حصوناً متوسطة وصغيرة تسمى (آطام) تتسع لعائلة أو عدد محدود من العوائل. وكان البيت أو الحصن يتألف من طابقين غالباُ وثلاثة نادراً. ويستخدم في بنائه اللبن الطيني والحجارة التي تكثر في جبال المدينة.

2. مرحلة المدينة المنورة زمن الرسول الله صلى الله عليه وسلم:

وعندما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من مكة المكرمة بدأ عصرها الذهبي، فقد تغير اسمها إلى المدينة، وصار لها أسماء أخرى، واكتسبت صبغة دينية مقدسة، وبني فيها المسجد النبوي الشريف وسط التجمعات السكانية المتناثرة، وتضاعف عدد سكانها عدة أضعاف، وظهرت كتلة عمرانية جديدة تحيط بالمسجد النبوي الذي صار قلب المدينة ومركزها الثابت. واستمرت المدينة في النمو عمرانياً طوال العهد النبوي والراشدي، وانتشرت البيوت الجديدة في المساحات الفارغة بين المزارع لتشكل دوائر عمرانية غير متكاملة.

3. مرحلة المدينة في العصر الأموي:

وفي العهد الأموي ازداد العمران واتجه نحو نوع من الرفاهية لكثرة الأموال وظهرت قصور في الجهة الغربية على امتداد وادي العقيق لتكون ضاحية متميزة يقطنها الأثرياء، وصار قطاع الأرض فيها بيد الخليفة وحده، واشتد الطلب عليها حتى أن أحدهم اضطر أن يبني سداً على وادي العقيق ليستفيد من قطعة أرض يبني عليها قصره الصغير.

4. مرحلة المدينة المنورة العصر العباسي:

وفي العهد العباسي تغيرت الأحوال الاقتصادية والأمنية وبدأت المدينة تتقلص، وهجرت معظم قصور العقيق التي كان يملكها الأمويون تدريجياً، وفي القرن الهجري الثالث ضعفت سلطة الدولة وبدأت تعديات الأعراب، وهجرت المساكن البعيدة واستغاث أهل المدينة بالعاصمة العباسية فأرسلت إليها الأموال لبناء سور حول الكتلة العمرانية الكبيرة المحيطة بالمسجد النبوي لحماية السكان من المغيرين. وتحددت البنية العمرانية داخل أسواره، فاكتظت بالمساكن وضاقت الشوارع، وتناقصت إلى حد كبير الساحات والميادين.

وفي القرن السادس الهجري اضطر السكان الذين تنامى عددهم إلى البناء خارج السوار، وتعرضوا لغارات الأعراب، فطلبوا من الأمير نور الدين زنكي المساعدة، فأمر ببناء سور خارجي يعادل ضعفي السور الداخلي ليشمل المساكن والمزارع في الجهة الغربية والجنوبية من السور القديم وصار للمدينة سوران ومتسع لامتداد عمراني جديد.

5. مرحلة المدينة المنورة في العصر المملوكي والعثماني:

وعلى امتداد العصرين المملوكي والعثماني ظهر نظام الأحواش التي تضم عدداً من الأسر يتراوح بين ثماني أسر وثلاثين أسرة. ويتألف الحوش من مجموعة بيوت متلاصقة لها ساحة داخلية وممر واحد يؤدي إلى الشارع العام، ولهذا الممر باب يعلوه بيت يطلق عليه اسم سقيفة، لأنه يشكل سقف الممر، ويغلق الحوش في الليل ويفتح عند الفجر، وتستخدم ساحة الحوش مجلساً للرجال وملعباً للأولاد. وتنشأ بين أسر الحوش الواحد علاقات اجتماعية حميمة، وربما مصاهرات وقرابات جديدة، ويشعر سكانه بأنهم كالعائلة الواحدة المترابطة. وقد أعطى نظام الحوش نوعاً من الطمأنينة الأمنية للسكان، لذلك انتشر تدريجياً وصار النظام السائد في عمارة المدينة.

وسميت الأحواش بأسماء أشهر مالكيها، فقد كانت بيوتها في الغالب تتوزع في ملكيات صغيرة لسكان بيوتها، ولكل عائلة بيت يتألف من طابقين وبعضها من ثلاثة.

6. بداية العهد السعودي.

وفي مطلع القرن العشرين وصل الخط الحديدي الحجازي إلى المدينة، وفتحت له فتحة واسعة في السور الثاني، ولكن السور بقي إلى بداية العهد السعودي (1344هـ). حيث بدأت إزالته تدريجياً لتوسعة النطاق العمراني ولاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان، وقد أزيل آخر جزء منه عام (1375هـ-1955م). وبعد نصف قرن بنيت بوابة تذكارية على شكل أشهر البوابات التي كانت قائمة في الجهة الغربية من السور الأول – باب المصري -، كما بني بيت نموذجي مقابل البوابة، ويقف هذان النموذجان حالياً على جانبي طريق الهجرة غير بعيد عن مسجد قباء تذكاراً حميماً للنظام العمراني الذي شهدته المدينة المنورة لعدة قرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *