شرح كل الأيديولوجيات

تعريف اأيديولوجيا
تتخذ الأيديولوجيا أربعة مستويات: أولها هي مجموعة من العقائد والمفاهيم الموروثة عن الامم السابقة ويؤثر في تفكير الإنسان للكون. وثانيها: هي قناع يخفي مصلحة. وثالثها هي رؤية للكون ، بمعنى نظرة الإنسان الفلسفية أو الزاوية التي يرى منها الكون. وأخيرا هي تصور للوجود، أي هي طريقة للتفكير أيضا و تفسير الوجود من وجهة نظر الإنسان.
الرأسمالية
هي نظام اقتصادي يعتمد على الملكية الخاصة والربح كمحرك أساسي للاقتصاد في هذا النظام يحق للأفراد والشركات أن يمتلكوا المصانع والأراضي والمتاجر وان يبيعوا ما يريدون بأسعار يحددها السوق وليس الدولة.
الفكرة الرئيسية في الرأسمالية هي أن الناس أحرار في العمل والإنتاج والتجارة وكل ما عمل الإنسان أكثر أو كان أكثر ذكاءا في استثمار أمواله زادت أرباحه.
الدولة تتدخل بشكل محدود فقط وتترك السوق يعمل بحرية
مثال بسيط:
- إذا كانت لديك فكرة لمشروع تجاري مثل مقهى أو متجر إلكتروني يمكنك أن تبدأ به وتكسب المال منه
- في الرأسمالية لا تحتاج إلى إذن من الحكومة ولا تكون الدولة شريكة في مشروعك، بل السوق هو من يقرر نجاحك أو فشلك
- أنصار الرأسمالية يقولون أنها تشجع على الابتكار وتدفع الناس للعمل والإنتاج. لكن منتقديها يقولون فإنها قد تؤدي إلى تفاوت كبير بين الأغنياء والفقراء لأن من يملك المال يملك فرصا أكبر من غيره.
- باختصار الرأسمالية هي نظام اقتصادي يعطي الحرية للأفراد في امتلاك وإدارة المال ويعتمد على المنافسة والربح لتحريك الاقتصاد
الليبرالية
هي توجه سياسي وفكري يركز على حرية الفرد وحقه في اتخاذ قراراته بنفسه دون تدخل كبير من الدولة أو المجتمع تؤمن الليبرالية بأن كل إنسان يجب أن يكون حرا في التعبير والاعتقاد واختيار نمط حياته طالما لا يؤدي الآخرين.
انصار الليبرالية يدافعون عن حقوق الانسان وحرية الصحافة والمساواة بين الجميع وحرية الأسواق وهم يعتقدون أن الحكومة يجب أن تضمن هذه الحريات لكنها لا يجب أن تسيطر على حياة الناس بشكل مبالغ فيه.
مثال بسيط:
“إذا أراد شخص أن يعبر عن رأيه على الانترنت، حتى لو كان هذا الرأي مختلفا أو غير شعبي فإن الليبراليين سيدافعون عن حقه في التعبير، ويقولون من حق كل شخص أن يقول ما يؤمن به حتى وأن لم نتفق معه”. أما في السياسة الليبراليون يدعمون قوانين تحمي حقوق الأقليات، وحرية الدين، والمساواة بين المرأة والرجل، كما يؤمنون بأهمية التعليم والصحة وتكافؤ الفرص للجميع.
المحافظة
هي توجه سياسي يقوم على فكرة الحفاظ على التقاليد والقيم القديمة وتجنب التعبيرات السريعة في المجتمع، ويرى أنصار هذا الفكر أن القوانين والعادات التي استمرت لزمن طويل تحتوي على حكمة وتجربة وأن تغييرها المفاجئ قد يؤدي إلى مشكلات أكثر من الفوائد.
المحافظون عادة يدعون دور الدين في الحياة ويؤمنون بأهمية الأسرة ويحترمون النظام والقانون ويعتبرون الجيش جزءا أساسيا من قوة الدولة واستقرارها وهم لا يرفضون التغيير بالكامل لكنهم يفضلون أن يكون تدريجيا ومدروسا ولا سريعا أو مفاجئا، وفي السياسة من الممكن أن يعارض المحافظون بعض التغييرات الاجتماعية مثل زواج الشواذ لأنهم يرون أن الزواج الفطري هو بين رجل وامرأة وهو الشكل الذي عرفته المجتمعات منذ القدم.
الاشتراكية
هي نظام اقتصادي وفكري يقوم على فكرة المساواة والعدالة الاجتماعية ويؤمن بأن الثروات والموارد يجب أن توزع بشكل عادل بين جميع أفراد المجتمع وليس أن تكون مركزة في يد فئة قليلة في الاشتراكية الدولة تلعب دورا كبيرا في إدارة الاقتصاد فهي تمتلك أو تشرف على القطاعات الأساسية مثل التعليم والصحة والكهرباء والمواصلات وذلك بهدف ضمان أن يحصل الجميع على حقوقهم الأساسية سواء كانوا أغنياء أو فقراء.
مثال بسيط
في النظام الاشتراكي إذا هناك مستشفى فالجميع يمكنهم العلاج فيه مجانا أو بسعر رمزي لأن الدولة تدعمه والهدف من ذلك هو ألا يحرم أي شخص من التعليم أو الصحة بسبب فقره.
أنصار الاشتراكية يعتقدون أن هذا النظام يقلل من الفكر ويمنح للجميع فرص متساوية لكن منتقديه يقولو أن الاعتماد الكبير على الدولة قد يقتل روح المبادرة ويقلل من الكفاءة والإبداع.
باختصار الاشتراكية هي نظام يسعى لتقليل الفوارق بين الناس من خلال توزيع الثروة بشكل عادل وتوفير الخدمات الأساسية للجميع عبر تدخل الدولة.
الشيوعية
هي نظام فكري وسياسي واقتصادي يهدف إلى إنشاء مجتمع لا توجد فيه ملكية خاصة وتكون كل الثروات والموارد مشتركة بين الجميع بشكل متساو. في هذا النظام لا يوجد فقراء أو أغنياء والجميع يعمل حسب قدرته ويأخذ حسب حاجته. الشيوعية تؤمن بأن وسائل الإنتاج مثل المصانع والأراضي يجب أن تكون مملوكة للجميع وليس لفئة قليلة أو أفراد معينين وذلك لكي لا يستغل أحد الآخر بسبب المال أو السلطة.
مثال بسيط:
في المجتمع الشيوعي لا يوجد أصحاب المصانع أو الشركات الخاصة، بل كل الناس يملكون هذه المصانع معا ويعملون فيها بشكل جماعي والمنتجات توزع على الجميع بشكل عادل.
أنصار الشيوعية يرون أن هذا النظام يزيل الظلم الاجتماعي ويحقق العدالة والمساواة لكنه يحتاج إلى تنظيم قوي وتضحية من الجميع. اما منتقدي الشيوعية يقولون أن غياب الملكية الخاصة قد يقلل من الحافز للعمل والابتكار وان النظام قد يؤدي إلى سيطرة الدولة بشكل مطلق.
باختصار الشيوعية هي فكرة مجتمع يشارك فيه الجميع الثروة والسلطة بالتساوي دون ملكية خاصة بهدف تحقيق العدالة والمساواة التامة.
الفرق بين الاشتراكية والشيوعية هو أنا الاشتراكية تسعى إلى تقليل الفجوة بين الفقراء والأغنياء من خلال توزيع أكثر عدالة للثروة مع إبقاء بعض مظاهر الملكية الخاصة ووجود السوق وهي تركز على سيطرة الدولة أو المجتمع على القطاعات الأساسية مثل التعليم والصحة. أما الشيوعية تهدف إلى إلغاء الطبقات الاجتماعية تماما ومنع الملكية الخاصة بشكل كامل بحيث تكون جميع الممتلكات مشتركة بين الناس وغالبا ما تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال ثورة تطيح بالنظام الرأسمالي وتؤسس مجتمعا جديدا قائما على المساواة الكاملة.
الليبرتارية
هي فلسفة سياسية تؤكد على حرية الفرد بشكل كامل وتريد تقليل دور الدولة إلى أقل حد ممكن، يؤمن الليبرتاريون أن لكل شخص الحق في أن يعيش حياته كما يشاء ويتصرف في أمواله وممتلكاته بحرية طالما لا يؤدي الآخرين في هذا الفكر الدولة يجب أن تقتصر فقط على حماية الحقوق الأساسية مثل الأمن وحماية الملكية الخاصة وإنفاذ القانون ولا تتدخل في الاقتصاد أو الحياة الشخصية بشكل كبير.
مثال بسيط:
إذا أردت أن تبدأ مشروعا تجاريا صغيرا فالليبرتاريون يقولون يجب ألا تكون هناك قوانين أو ضرائب كثيرة تعيقك، ويجب أن تكون حرا في إدارة مشروعك بالطريقة التي تراها مناسبة، كما يؤمنون بأن الأفراد هم الأكثر قدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وأن الاعتماد الكبير على الحكومة قد يحد من الحرية ويؤدي إلى فساد أو استبداد.
باختصار الليبرتارية هي فكرة تقليل تدخل الدولة إلى أقصى حد مع التأكيد على حرية الفرد في كل جوانب حياته.
النازية
هي حركة سياسية نشأة في ألمانيا في أوائل القرن العشرين وقادها أدولف هتلر، وترتكز النازية على أفكار عنصرية واشتراكية قومية متطرفة تؤمن بتفوق عرق معين وتدعو إلى وحدة وطنية قوية تستند إلى العرق والثقافة الألمانية.
النازيون كانوا يعتقدون أن الشعب الألماني “أري” وهو الشعب الأفضل ويجب أن يحكموا بقوة للحفاظ على نقاء هذا العرق واستخدموا القوة والعنف ضد من اعتبروهم أعداء خاصة اليهود وأعراق أخرى.
في النازية كان هناك نظام دكتاتوري مركزي حيث يسيطر حزب واحد على كل شيء ولا يسمح بأي معارضة أو حرية سياسية.
مثال بسيط:
خلال حكم النازيين تم اضطهاد وقتل الملايين من اليهود وغيرهم في محاولة لفرض فكرة العرق الواحد والنظام الصارم. النازية تسببت في الحرب العلمية الثانية وأدت إلى خسائر بشرية ومادية هائلة وتركت إرث سلبي في التاريخ.
النسوية
هي حركة فكرية واجتماعية تسعى إلى تحقيق المساواة بين النساء والرجال في جميع حقوقهم وفرصهم
تؤمن النسوية بأن النساء يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال في التعليم، والعمل، والمشاركة السياسية والحياة الاجتماعية
تدافع عن إزالة التمييز ضد النساء في كل المجالات وتسعى إلى لإنهاء العادات والقوانين التي تظلم النساء أو تمنعهم من التعبير عن أنفسهم بحرية.
مثال:
إذا كان هناك مكان عمل يدفع أجور أقل للنساء مقارنة مع الرجال على نفس العمل، فالنسوية تطالب بالمساواة في الأجر لأن الجميع يجب أن يحصل على نفس الأجر مقابل نفس الجهد.
النسوية ليس للنساء فقط، بل تعتبر نفسها دعوة الناس لفهم أهمية المساواة والعدالة وتعمل على تغيير الأفكار التي تقلل من مكانة المرأة في المجتمع.
النسوية في أصلها كانت حركة تهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة بين النساء والرجال في الحقوق والفرص ومواجهة التمييز والظلم الذي تواجهه النساء في المجتمع. ولكن مع مرور الوقت ظهر بعض التيارات أو الأفراد الذين ركزوا بشكل كبير على قضايا متعلقة بالحرية الجنسية، والتعبير عن الجسد، والتحرر الجنسي وهو ما جعل بعض النقاد يرون أن النسوية تحولت من قضية الدفاع عن الحقوق الأساسية إلى نوع من الترويج المفرط للجنس أو ما يطلق عليه التجنيس.
الجمهورية:
هي نظام حكم يركز على أن تكون السلطة بيد الشعب لا بيد الملك او حاكم فردي، في الجمهورية يتم اختيار القادة من خلال انتخابات حرة ويعملون لخدمة مصلحة الشعب، في هذا النظام الشعب هو صاحب السلطة العليا ويمارسها عبر ممثلين ينتخبونهم ليقرروا القوانين والسياسات.
الجمهورية تهدف إلى حماية حقوق الأفراد وضمان العدالة والمساواة بين الجميع.
مثال بسيط:
في دولة جمهورية لا يوجد ملك يحكم مدى الحياة، بل يتم انتخاب رئيس أو مجلس حكومي لفترة محددة وإذ لم يكون الأداء جيدا يمكن للشعب تغييره بواسطة الانتخابات.
الجمهورية تؤمن بفكرة الديمقراطية والتمثيل الشعبي وتشدد على ضرورة احترام القانون وحماية الحريات الأساسية.
باختصار الجمهورية هي نظام حكم يتأسس على سلطة الشعب يتم من خلاله اختيار القادة عبر انتخابات حرة بهدف تحقيق العدالة والمساواة وحماية حقوق الجميع.
النقابية
هي فكر سياسي واقتصادي يركز على دور العمال والنقابات في إدارة الاقتصاد والمجتمع، تؤمن النقابية بأن العمال من خلال تنظيم أنفسهم داخل نقابة قوية يجب أن يتحكموا في المصانع والشركات وحتى في القرارات السياسية بدل من أن تكون السلطة في يد أصحاب رؤوس الأموال أو الحكومات.
الفكرة الأساسية للنقابية هي أن من يعمل هو الاحق في اتخاذ القرار وليس من يملك المال فقط، ولذلك النقابيون يشجعون على إنشاء نقابات عمالية قوية قادرة على حماية حقوق العمال والمطالبة بتحسين ظروفهم.
مثال:
إذا كان هناك مصنع يمتلك شخص غني ويعمل فيه مئات العمال فإن النقابية تقول إن من العدل يدار المصنع من قبل العمال أنفسهم عن طريق نقابتهم بدلا من أن يتحكم فيهم شخص واحد فقط يجني الأرباح.
النقابية عادة تعارض الرأسمالية وترى هذه الأخيرة بأنها تظلم العامل وتمنح السلطة والمال لفئة صغيرة، كما أنهم لا يثقون كثيرا في الحكومات ويفضلون أن تدار الأمور من القاعدة أي من الناس العاديين عبر تنظيمات ديمقراطية من داخل بيئة العمل.
باختصار النقابية هي فكر يدعوا إلى أن يتحكم العمال في العمل والإنتاج من خلال نقابتهم وأن تكون السطلة بيد من ينتج وليس من يملك.