تاريخ

ما هو تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ؟

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

بزغ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من رماد المواجهة العسكرية العالمية الثانية، فمع نهاية الصراع وإنشاء الأمم المتحدة، تعهد المجتمع الدولي بألا تحدث على الإطلاق الفظائع التي لا توصف التي شهدها العالم في تلك الفترة. لذل قرر قادة العالم تقوية ميثاق الأمم المتحدة عن طريق تكريس ضمانات حقوق البشر وتشجيعها في كل مكان من الكرة الأرضية.

وفي عام 1946م، وكجزء من العمل التمهيدي لصياغة الغلان تحت رعاية اليونسكو، شكل جاك ماريتان Jacques Maritain لجنة فلاسفة لتحديد القضايا النظرية الرئيسية لصياغة ميثاق حقوق لجميع الشعوب وجميع الأمم. ثم انتقل إلى عمل لجنة الفلاسفة إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وقامت اللجنة في دورتها الأولى في يناير 1947م، بتفويض أعضائها لصياغة ما يسمى “مشروع مبدئي للشرعية الدولية لحقوق الإنسان”.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

وفي وقت لاحق، تشكلت لجنة حقوق الإنسان من ثمانية عشر عضوا يمثلون شتى الخلفيات السياسية، والثقافية، والدينية. وترأست اللجنة إليانور روزفلت، أرملة فرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي. وضمت اللجنة أيضا رينه كاسان René Cassin من فرنسا، الذي كتب المشروع الأول للإعلان؛ وكان مقرر اللجنة هو شارك مالك من لبنان، ونائب رئيسة اللجنة بونغ شونغ شانغ من الصين؛ وجون همفري John Humphrey مدير شعبة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي أعد مخطط الإعلان.

وقد كاسان مشروع الإعلان إلى اجتماع لجنة حقوق الإنسان في جنيف. وهكذا أصبحت هذه النسخة الأولى، التي أرسلت إلى جميع ادول الأعضاء للتعليق عليها، تعرف باسم “مشروع جنيف”، ونقحت اللجنة مشروع جنيف ليعكس الردود التي تلقتها من الدول الأعضاء قبل تقديمها للجمعية العامة. وتدارست الجمعية العامة بدورها الوثيقة بين شتنبر ودجنبر  1948م، من خلال تصويت أكثر من خمسين من الدول الأعضاء الذين صوتوا.

تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

وبموجب قرارها رقم 217 ألف في 10 دجنبر Décembre 1948م أقرت الجمعية العامة في اجتماعها في باريس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع امتناع ثماني دول عن التصويت ودون معرضة أي دولة. وكانت هذه لحظة تاريخية، ودعت الجمعية العامة جميع الدول الأعضاء إلى نشر نص الإعلان و”توزيعه وعرضه، وقراءته وشرحه بشكل رئيسي في المدارس وغيرها من المؤسسات التربوية، بدون تمييز على أساس الوضع السياسي للبلدان والأقاليم”.

وشكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الأساس للعهدين اللذين اعتمدتهما الجمعية العامة في عام 1966: العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. وحاز هذان العهدان وضعا قانونيا ملزما في القانون الدولي. ويعرف الإعلان والعهدان جملة باسم “الشرعية الدولية لحقوق الانسان”.

واليوم تُرجم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى ثلاثمائة وخمسين لغة، وهو أكثر ميثاق حقوق إنسان شهرة واستشهادا على الكرة الأرضية. وبتشريع الحماية الدولية للحقوق الأساسية لأول مرة، فقد صار الإعلان معلما في تاريخ التفاعلات البشرية وقضية حقوق الإنسان.

المصدر الرئيسي : غوردن براون، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين، وثيقة حية في عالم متغير، ترجمة : أحمد محمد بكر موسى، مركز نماء للبحوث والدراسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *