بايوغرافي

مصطفى محمود – mostafa mahmoud الفيلسوف والطبيب والكاتب العربي

مصطفى محمود Mostafa Mahmoud

1. نشأته وتعليمه:

ولد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ  المعروف بـ “مصطفى محمود” في محافظة المنوفية سنة 1921م، كان والده موظفاً ينحدر من أسرة متوسطة الحال أولى العثرات في حياته  كانت جسده الضعيف إذ كان يعاني من مرض في طفولته أجبره على الغياب كثيراً عن المدرسة مما تسبب في رسوبه ثلاث سنوات في المرحلة الابتدائية، كما أنه بسبب هذا المرض حرم من اللعب كأقرانه من الأطفال في هذه الفترة.

لم تمنعه حالته الصحية من أن يكون متفوقاً في دراسته محبا للاكتشاف والاختراعات البسيطة فأنشأ في منزل والده معملاً صغيراً صنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية لمكافحة الحشرات التي عمل على تشريحها أيضا.

مرض والده وأصيب بالشلل لعدة سنوات ثم توفي سنة 1939م، ورغم هذا الحدث الأليم تابع دراسته رحمه الله وانتقل مع أمه من طنطا إلى القاهرة وتابع دراسته في كلية الطب ولقبه زملاؤه في الكلية بالمشرحجي نظرا لخبرته في التشريح ووقوفه طويلا أمام الجثث في المشرحة حيث كان يغوص في فلك التساؤلات عن سر الحياة والموت وما بعدهما .

2. مرحلة مفصلية في حياة الدكتور مصطفى محمود:

انقطع عن الدراسة سنتين بسبب المرض، هاتان السنتان أمضاهما في المطالعة والتفكير في موضوعات أدبية فامتهن الكتابة في سنوات دراسته الأخيرة وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة روزاليوسف ما دفعه لاحتراف الكتابة.

تخرج الدكتور مصطفى محمود من كلية الطب جامعة القاهرة عام 1953م متخصص في الأمراض الصدرية واستمر يجمع بين الطب والتأليف منتسبا إلى نقابة الأطباء ونقابة الصحفيين حتى صدور قرار جمهوري يمنع الجمع بين نقابتين فآثر الانتساب إلى الصحافة وفضل شغفه في عالم التأليف والكتابة والفكر تاركا الطب.

3. حياته الشخصية رحمه الله:

أما إنسانيا فتزوج الرجل مرتين الأولى سنة 1961م، أنجب طفلين أدهم وأمل وبعد 12 سنة انفصل عن زوجته، وتزوج مرة ثانية من زينب حمدي سنة 1983م، ولكن لم تطل فترة هذا الزواج ثم انفصل عنها  سنة 1987م دون أن ينجب منها أطفال. ولم ينجب منها أي أطفال.

4. أعماله الخيرية رحمه الله:

في سنة 1979 أنشأ مصطفى محمود مسجده في القاهرة  المعروف باسمه ويتبع لهذا المسجد ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدودويقصدها كثير من أبناء مصر الفقراء كما شكل الدكتور مصطفى محمود رحمه الله  قوافل للرحمة من 16 طبيبا لخدمة القرى النائية يقول حول هذه المرحلة:

“احتاج الامر إلى ثلالثين سنة من الغرق في الكتب وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت إلى ما أكتب اليوم عن درب اليقين”

يعد الدكتور مصطفى محمود ظاهرة فكرية متفردة شكلت كتبه مادة دسمة  للمثقفين في وقت شهد العالم الإسلامي بداية للنضوب الفكري بعد ثراء شهدته الخمسينيات والستينيات  من القرن الماضي، كان له رحمه الله أسلوب جميل يجعل العلم ممتزجاً بالبساطة بشكل حبب الناس إليه .

5. أعماله الفكرية والتلفزية رحمه الله:

يعد برنامج “العلم والإيمان” من أهم برامجه على التلفزية على قناة إقرأ على امتداد 400 حلقة، وهو من أشهر البرامج العلمية في العالم العربي والإسلامي وحظي باهتمام كبير من الجمهور لمدة تزيد عن ربع قرن من الزمن وحقق أرباحا مادية كبيرة إلى أن تم توقيف البرنامج بقرار سياسي بضغط من منظمات صهيونية. كان له رحمه الله وثائقي عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي  وعن حروب المياه.

ترك الدكتور مصطفى محمود للبشرية إرثاً فكرياً ضم مئات الكتب والمقالات والأبحاث في الدين والفلسفة والاجتماع والتصوف وغيرها من الآداب والفنون، عنوانين متعددة تحكي قصة طبيب كان قلمه مشرط جراحة ومبضعاً أخرج به لب الحقيقة وأنار قبس المعرفة فنازع بحق المتنبي في لقبي مالئ الدنيا وشاغل الناس.

نشر للدكتور مصطفى محمود 89 كتاباً، بينها ست مسرحيات مثلت علي المسرح ( الزلزال.. الإنسان والظل… إسكندر الأكبر… الزعيم.. أنشودة الدم.. شلة الأنس.. الشيطان يسكن في بيتنا) وروايـة ظـهرت في السينما (المستحيل)…. وخمسة وعشرون كتاباً في الإسلاميات وثلاث روايات طويلة والباقي دراسات وقصص قصيرة.

وفاته رحمه الله:

توفي  الدكتور مصطفى محمود في 31 اكتوبر 2009، عن عمر ناهز 88 عاماً  بعد رحلة علاج طويلة من المرض، وقد تم تشييع جنازته بمسجده بالمهندسين.

من أقواله رحمه الله:

“ليس إنسانا من لم يتوقف يوما في أثناء عمره الطويل ليسأل نفسه من أين؟ وإلى أين؟ وما الحكاية؟ وماذا بعد الموت؟ أينتهي كل شيء إلى تراب؟ أيكون عبثا؟

أم أنها قصة سوف تتعدد فصولا؟ أكان لنا وجود قبل الميلاد؟

وماذا كنت قبل أن أولد؟ ومن أنا على التحقيق؟ وما حكمة وجودي؟

وهل أنا وحدي في هذه الغربة الوجودية؟

أو أن هناك من يراني ويرعاني ويعتني بأمري؟

هذه الأسئلة وغيرها كثير بحر من التفكر والتأمل، تتلاطم أمواجه قل من برع في خوض غماره ثم خرج سليم نقي الفكر ودقيق العبارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *