جغرافيا

موضوع حول القمر وأهميته

القمر هو تابع الأرض الوحيد، وهو أقرب جرم سماوي إلى الأرض، إذ يبلغ متوسط بعده عنها 384403 كم، ويدور حولها من الغرب إلى الشرق بسرعة 3700 كم / الساعة. وتقدر مساحته بحوالي 38 مليون كم2، أي ما نسبته 4.7% من مساحة الأرض. وتبلغ درجة حرارة سطح القمر المواجه للشمس (130 س)، لعدم وجود غلاف غازي يحيط به، مما يسمح بمرور كامل لأشعة الشمس إليه. بينما تبلغ درجة حرارة سطح الوجه غير المواجه للشمس، (173- س)، لعدم وجود الغلاف الجوي الذي يؤدي إلى فقدان كامل حرارة سطحه. أما بخصوص جاذبيته فهي ضعيفة، إذ تعادل   جاذبية الأرض، فالجسم الذي وزنه 60 كغم على سطح الأرض يصبح وزنه 10 كغم على سطح القمر، وهذا ما يفسر تحول المشي على سطحه إلى قفز.

تضاريس القمر:

يتميز سطح القمر بتضرسه، إذ يتكون من عدة أشكال تضاريسية مختلفة مثل:

  • أ – بحار القمر: هي عبارة عن مساحات منخفضة من سطح القمر لا ماء فيها.
  • ب – الجبال: هي مناطق مرتفعة تكون على شكل جبال منفردة، أو على شكل سلاسل جبلية.
  • ج – الفوهات: وتشبه فوهات البراكين، وهي عبارة عن فتحات، نتجت إما عن ارتطام النيازك والشهب بسطح القمر أو ربما حدثت بسبب انفجار البراكين على سطحه.

أهمية القمر:

أ- معرفة بداية الأشهر القمرية ونهايتها، فمثلاً ينتهي شهر شعبان عندما يرى هلال شهر رمضان، وينتهي شهر رمضان مع ظهور هلال شهر شوال. قال رسول صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما). رواه مسلم. وبه يحمي القمر سطح الأرض من سقوط بعض النيازك حيث تصطدم بسطحه، قبل أن تصل إلى سطح الأرض.

النتائج المترتبة على دوران القمر:

ينتج عن دوران القمر حول الأرض ودورانهما معاً حول الشمس، ظهور أوجه القمر المختلفة، وحدوث عدة ظواهر فلكية كخسوف القمر، وكسوف الشمس، والمد، والجزر.

أولاً- أوجه القمر:

قال تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَرْنَهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس: 39-40)

يظهر القمر إلينا بعدة أوجه خلال دورانه حول نفسه وحول الأرض، وتتم دورته حول الأرض في مدة 29,5 يوماً (الشهر القمري)، ونتيجة لانعكاس أشعة الشمس عن الجزء المرئي من سطح القمر المقابل للأرض، تظهر أوجه القمر على النحو الآتي: انظر الشكل رقم (1).

شكل رقم (1) أوجه القمر
  1. الهلال: يظهر خلال الأسبوع الأول من الشهر القمري، حيث يكون الجزء المضيء أتعلم

فيه على شكل هلال.

  • التربيع الأول: يظهر بعد أن يتسع الجزء المنير من الهلال في اليوم السابع من الشهر القمري، ليظهر بعدها على شكل نصف دائرة (Half Moon) .
  • الأحدب: يظهر في الأسبوع الثاني من الشهر القمري، بحيث يظهر نحو ثلاثة أرباع الوجه المقابل للأرض من قرص القمر منيراً، ويبدو القمر عندها كالأحدب.
  • البدر: يظهر عندما يصبح القمر تام الاستدارة، وذلك في منتصف الشهر القمري وبعدها يبدأ الجزء المنير من القمر بالتناقص ليصبح أحدب في الأسبوع الثالث من الشهر القمري من جديد، ثم تربيعاً ثانياً في اليوم الثاني والعشرين من الشهر القمري، فهلالاً صغيراً في الأسبوع الرابع من الشهر القمري.
  • المحاق: يحدث في حالة اختفاء نور القمر تماماً عن الأرض، وهو يحدث عندما يكون القمر بين الشمس والأرض على استقامة واحدة فلا يظهر منه شيء، ويكون ذلك في اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري.

ثانياً- خسوف القمر 🙁Lunar Eclipse)

هو احتجاب نور القمر كلياً أو جزئياً عن سطح الأرض، بسبب مرور القمر في مخروط ظل الأرض، ويحدث ذلك عندما تقع الأرض بين القمر والشمس أثناء دورانهما حولها، وإذا كان الاحتجاب كاملاً يسمى خسوفاً كلياً كما في الشكل رقم(أ-2)، أما إذا كان الاحتجاب ليس كاملاً فيسمى خسوفاً جزئياً كما في الشكل رقم (ب وج-2).

ومن أمثلة الخسوف الكلي للقمر ما تم مشاهدته في سماء فلسطين في نيسان عام 1996م. وقد استغرق هذا الخسوف أكثر من ساعتين، حيث أصبح لون البدر ماثلاً للاحمرار، أما في 28 أكتوبر عام 2004م فقد استغرقت عملية خسوفه ساعة و21 دقيقة.

ثالثا- كسوف الشمس (Solar Eclipse)

يحدث كسوف الشمس عند وقوع القمر أثناء دورانه حول الأرض بين الأرض والشمس على مستوى واحد، أي حين تكون مراكز الأجرام الثلاثة على استقامة واحدة، بحيث يحجب القمر ضوء الشمس كلياً عن جزء من سطح الأرض، ويسمى كسوفاً كلياً كما في الشكل (أ-3)، أو يحجب القمر ضوء الشمس بشكل غير كلي عن جزء من سطح الأرض، ويسمى كسوفاً جزئياً كما في الشكل (ب-3).

رابعاً – المد:

هو عملية ارتفاع مؤقت في مستوى مياه المحيطات والبحار باتجاه المناطق الساحلية على مدار اليوم، بسبب:

  • قوة جذب القمر للمياه على سطح الأرض.
  • قوة الطرد المركزية للأرض: فعندما يحدث المد بفعل قوة جاذبية القمر للمسطحات المائية المواجهة له في منطقة ما من الأرض، فإن قوة الطرد المركزية للأرض تسبب مداً آخراً في الجهة المقابلة، وللمد نوعان هما:
  • المد العالي: هو ارتفاع مستوى مياه المحيط أو البحر بشكل كبير، ويحدث عندما يقع القمر وهو في حالة البدر أو المحاق مع الأرض والشمس على مستوى فلك واحد، حيث تكون جاذبية الشمس للأرض في نفس اتجاه جاذبية القمر للأرض، مما يزيد من قوة جاذبيته للمسطحات المائية.
شكل رقم (2) المد العالي
  •  المد المعتدل: هو ارتفاع معتدل في مستوى الماء، لا يصل إلى مستوى المد العالي، ويحدث عندما يقع القمر في حالة التربيع الأول أو الثاني مع الشمس على طول ضلع زاوية قائمة مركزها الأرض، حيث تقلل قوة جذب الشمس للأرض من قوة جذب القمر للمسطحات المائية.
شكل رقم (3) مد معتدل

خامساً- عملية الجزر:

هي عملية تراجع مستوى مياه المحيطات والبحار عن المناطق الساحلية إلى مستوى أخفض من مستواها العادي، وتحدث عملية الجزر عندما يكون القمر في أبعد نقطة له من الأرض، حيث تقل جاذبيته للمياه.

أهمية المد والجزر:

لعمليتي المد والجزر عدة فوائد أهمها:

  1. تساعد عمليتا المد والجزر في تحريك، ونقل المواد الغذائية، الموجودة في الماء والتي تحتاجها الكائنات البحرية.
  2. يساعد المد على رفع منسوب المياه في الموانئ الضحلة، مما يسهل إدخال بعض السفن فيها لأغراض الصيانة والتحميل.
  3. تستغل كثير من الدول عملية المد والجزر في توليد الطاقة الكهرومائية، مثل: فرنسا، والسويد، وبريطانيا، حيث يتم وضع مولدات كهربائية تدور بوساطة قوة دفع المياه أثناء عملية المد والجزر.
  4. يساعد المد في عملية صيد الأسماك، فحين تصل الأسماك إلى الساحل فإنها تعلق عليه عند نصب الصيادين للشباك أثناء عملية الجزر.

معلومات إضافية:

  • يتم رصد هلال بداية الشهر القمري بعد غروب الشمس من جهة الغرب.
  • الأشهر العربية هي المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.
  • لا يحدث الخسوف الكلي أو الجزئي للقمر في كل شهر؛ لأن مدار القمر لا يقع دائماً على نفس مستوى فلك الأرض والشمس، بل يميل عنه بمقدار (5°).
  • هناك كسوفاً حلقياً يظهر القمر كدائرة سوداء وسط الشمس بسبب صغر حجمه بالنسبة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *