تاريخ

معركة تطوان حينما انهزم المغرب أمام إسبانيا

1. معركة تطوان Guerre hispano-marocaine:

بعد هزيمة الجيش المغربي أمام فرنسا في معركة إيسلي، أخذت إسبانيا على عاتقها تعبئة الرأي العام داخل إسبانيا  للتوغل داخل المغرب. فبدأت بذلك تخلق جو من التوتر في علاقتها مع المغرب بشكل مقصود ومستفز، حيث كانت تتهم قبيلة فحص أنجرة بالقيام بالاغارات على ضواحي سبتة. هكذا مهدت مجموعة من العوامل للتوغل العسكري الإسباني بشمال المغرب.

2. ساهمت عدة أسباب في قيام معركة تطوان

أجمعت معظم المصادر التاريخية، على أن الجيش الإسباني قام ببناء محرس حول حدود مدينة سبتة. فلما بنو المحرس بالحجارة. احتج أهل أنجرة المجاورين فشن السكان غارة على المحرس فهدموه ونجسوا الراية التي نصبت عليه. كان هذا كافيا لاستغلاله كمبرر من أجل إعلان الدخول إلى المغرب. وذلك لشغل الرأي العام الإسباني الذي كان يعرف أزمة  سياسية واقتصادية واجتماعية. بالإضافة إلى هذا فبمجرد الإعلان عن المواجهة، أضفت الحكومة الاسبانية على حملتها العسكرية ضد المغرب  وذلك تنفيذا لوصية الملكة إيزابيلا الكاثوليكية المتوفاة سنة 1504م والتي أوصت بنشر المسيحية في شمال إفريقيا.

كانت إسبانيا في البداية اشترطت لتسوية المشكل تسليم ثلة من أعيان قبيلة أنجرة التي حملتها مسؤولية الهجوم على المحرس لإعدامهم داخل سبتة. فوجهة طلبها بالرفض. فأعلنت الدخول  مع المغرب في مواجهة يوم 24 أكتوبر 1859 م.

3. نتائج مواجهة تطوان:

انتهت المعركة يوم الأحد 20 رمضان 1276/ الموافق 25 مارس 1860. عقدت الهدنة وأنتهت المعركة ولم يقع بعد ذلك قتال. فتم احتلال مدينة تطوان المدينة من طرف الجنرال أودونيل يوم 6 فبراير1860، بعد دخول الجيش الاسباني، وتوقيع معاهدة الهندة التي تضمنت مجموعة من الشروط القاسية على المغرب منها:

تتعلق البنود الثلاثة الأولى منها بتوسعة محدودة لتراب سبتة ومليلية وحصول إسبانيا على مركز تجاري بساحل سوس. ويتعلق البندان 4 و5 بتعويضات الخسائر وهي 20 مليون ريال(100 مليون بسيطة) تؤدى للطرف الاسباني الذي يحتفظ بتطوان إلى تمام أداء نصف المبلغ. وينص البند 6 على التزام المغرب بعقد معاهدة تجارية مع إسبانيا. أما البندان 7و8 فيتعلقان بالترخيص لاسبانيا بإنشاء بعثة قنصلية لها بفاس.

4. انعكاسات تطبيق بنود معاهدة الصلح:

فنتائج المعركة لم تقتصر على احتلال تطوان وإرغام المغرب على دفع تعويضات ضخمة. بل أن هناك نتائج أخرى من بينها ما هو أخطر وأسوأ :

  • سقوط هيبة الدولة؛
  • تفاقم المشكلات الترابية؛
  • استفحال الحماية الأجنبية؛
  • تعنت التجار والرعايا الأروبين؛
  • أزمة مالية خانقة أثرت على بنيات المغرب الاقتصادية الاجتماعية.

المصادر:

  • محمد داود “تاريخ تطوان” المسارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *