تاريخ

موضوع حول: علم التاريخ، مفهومه، فكرته، محوره، ومصادره

1- مفهوم علم التاريخ:

علم التاريخ أحد العلوم الاجتماعية التي تعنى بدراسة الماضي البشري بكل أبعاده الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، والسياسية، ويقوم المؤرخون بدراسة الوثائق لاستخراج الحوادث الماضية منها. ترك القدماء العديد من الآثار، كالمتروكات الأثرية والتقاليد، والقصص الشعبية والأعمال الفنية، والكتب والمدونات الأخرى. يستخدم المؤرخون كل تلك المصادر، ولكنهم يدرسون الماضي بشكل رئيسي، في ضوء ما مدون في الوثائق المكتوبة، لذا فإن التاريخ أصبح مقصورا بصفة عامة على الحوادث الإنسانية.

2- فكرة التاريخ:

تقوم فكرة التاريخ على أساس التدوين القصصي لمجرى التفاعل بين الإنسان وبيئته، وما يترتب عليها من حوادث وإنجازات ساهمت في صقل مدارك البشرية وإثراء تجاربها.

3- محور التاريخ:

الإنسان هو محور التاريخ، وحوادث الإنسان في كل زمان ومكان هي موضوع التاريخ.

4- أهمية التاريخ:

يمثل التاريخ جزءاً مهماً من حياة الإنسان، إذ يساهم في بناء شخصيته وتشكيل ثقافته وتحقيق وعيه بذاته. بل إن الإنسان تاريخي بطبعه طالما أنه يتذكر ما مضى من أيامه مثلما يفكر فيما هو أمامه، ولما كان التاريخ هو ذاكرة الأمم والشعوب ومستودع خبراتها وتجاربها، فعندئذ يصح القول بأنه لا إنسان بلا تاريخ ولا تاريخ بلا إنسان.

5- مصادر الدراسة التاريخية:

للتاريخ مصادر أصلية يعتمد عليها المؤرخون فيما يتناولونه من موضوعات، وتتسم هذه المصادر بدرجة عالية من الثقة في أوساط الباحثين، الأمر الذي يضفي على الموضوعات المستخرجة منها قيمة علمية كبيرة.

ومن أهم تلك المصادر:

  • الوثائق: ويُقصد بها الأوراق الرسمية من سجلات ومستندات سياسية وعسكرية، ومعاهدات ومراسلات وتقارير ونحوها. وتتبين أهميتها في كونها تحتوي على المادة التاريخية الأصلية التي استقى منها المؤرخون معلوماتهم. ولذا فإن الوثائق تحفظ عادة في دور المحفوظات، ودور الكتب، والمحاكم، والمتاحف.
  • الآثار: وهي ما تركته الحضارات السابقة من مبان وتحف وأدوات ونحو ذلك. فهي الماضي الحي الذي نراه ماثلاً أمامنا بحيث يستفاد منها في استكمال الأخبار الصحيحة وسد الفراغ الذي قد يوجد في المصادر المكتوبة.
  • النقوش (الكتابات التاريخية الأثرية): وقد عثر على كثير منها في بعض المباني والتحف الأثرية والأحجار وجدران المساجد، وتمتاز بصحة تواريخها ودقة معلوماتها إذ يستفاد منها في توضيح جوانب تاريخية من الفترة التي كتبت فيها باعتبارها معاصرة للحوادث التي سجلتها، كما تبرز أهميتها في التحقق، من أقوال المؤرخين؛ إما بإثبات صحتها وإما بالكشف عما فيها من خطأ.
  • المسكوكات: ومن أشهرها النقود (العملة) والأوزان. وتعد بمثابة وثائق رسمية لا يرقى إليها الشك عادة، فهي سجل للألقاب والنعوت التي تلقي الضوء على كثير من الأحداث السياسية، ثم إنها تكشف جانباً الحياة الاقتصادية والاجتماعية للفترة التاريخية التي تنتمي إليها.
  • الكتب التاريخية: وهي كتب صنفها مؤرخون معاصرون للحوادث المدوّنة، أو أنهم قريبون من العصر الذي وقعت فيه تلك الحوادث، أو أن كتبهم كانت أقدم المؤلفات عن حوادث ذلك العصر.

ويطلق على هذا النوع من الكتب (المصادر) أو (المراجع الأولية – الأصلية -)، وذلك تمييزاً لها عن تلك الكتب التي صنفها مؤرخون جاءوا بعد العصر الذي سجلوا حوادثه بزمن طويل، ويسمى هذا النوع الأخير من الكتب (المراجع الثانوية ـ الفرعية -).

فيعد كتاب (السيرة النبوية) لمحمد بن إسحاق من المصادر أو المراجع الأولية لفترة فجر الإسلام وعصر الرسالة. كما يعد كتاب (تاريخ الرسل والملوك) لمحمد بن جرير الطبري من المصادر أو المراجع الأولية لفترة العصر العباسي الأول.

ويجري مثل هذا التصنيف على كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) لعثمان بن بشر فيما يتعلق بتاريخ الدولة السعودية الأولى.

  • الجغرافية وكتب الرحلات: وتُعرف قديماً بـ (تقويم البلدان) لاهتمامها باستقصاء ملامح المكان ووصف أحوال السكان، حيث دوّن مؤلفوها مشاهداتهم الشخصية في الأقاليم التي زاروها كما سجلوا كثيراً من جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الأقاليم والبلدان التي اعتنوا بدراستها. ومن أمثلة هذا النوع من المؤلفات؛ كتاب (صورة الأرض) لأبي القاسم ابن حوقل وكتاب (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) لابن بطوطة.
  • كتب الأدب والرواية الشفهية: الأدب هو مرآة العصر؛ إذ يعكس أحوال الأفراد والجماعات ويبين مشاعرهم وآمالهم، وهذا ما يساعد في فهم عقليات الأمم والشعوب والاطلاع على تقاليدها ومن ثم يسهل استيعاب الصورة الكاملة لتاريخ أمة من الأمم. أما الرواية الشفهية فقد كانت أول وسيلة لنقل الحدث، وتكمن أهميتها في كونها تنقل عادة إما عن شاهد للحدث، أو معاصر له، أو سامع عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *